بغداد ـ بررت الحكومة العراقية برئاسة القائم بتصريف الأعمال عادل عبدالمهدي ضعفها أمام الميليشيات، بأنها ستلاحق مستهدفي القواعد العسكرية والبعثات الأجنبية. إذ لم يعد بإمكان الحكومة العراقية المستقيلة من حل سوى التمسك بتبريرات ومجرد تصريحات تخفي وراءها العجز في مواجهة النفوذ المتزايد للميليشيات التي تدعمها إيران. وتعهد عبدالمهدي بملاحقة المسؤولين عن استهداف القواعد العسكرية والبعثات الأجنبية في البلاد، إثر إيقاف التحالف الدولي أنشطته وتغيير خططه نتيجة التهديدات الأمنية وانتشار وباء كورونا. وقال عبدالمهدي في بيان إن "الأعمال اللاقانونية في استهداف القواعد العسكرية العراقية أو الممثليات الأجنبية هو استهداف للسيادة العراقية وتجاوز على الدولة"، مشيرا إلى أن "الحكومة تتابع بقلق المعلومات حول وجود طيران غير مرخص به بالقرب من مناطق عسكرية"، وذلك حسب وكالة الأنباء العراقية. وتعزز تصريحات عبدالمهدي أجواء الترقب العامة في البلاد حيال عمل عسكري أميركي مرتقب يستهدف فصائل مسلحة مرتبطة بإيران في العراق، تحملها واشنطن مسؤولية استهداف مصالحها في العراق وتعريض حياة جنودها للخطر. وعلى مدى الأسابيع الماضية تعرضت القواعد العسكرية الأميركية والمنطقة الخضراء حيث مقر السفارة الأميركية إلى هجمات صاروخية أوقعت قتلى وجرحى. وإثر الهجمات قرر التحالف الدولي بقيادة واشنطن إيقاف جميع أنشطته الخاصة بتدريب القوات العراقية، والانسحاب من بعض القواعد العسكرية، وتسليمها للعراق. لكن رغم ذلك لا يستبعد مسؤولون في إدارة ترامب أن تقوم الولايات المتحدة بحملة جديدة في العراق، مع استمرار قصف الجنود الأميركيين. للمزيد اقرأ: بغداد المشلولة سياسيا عاجزة عن تغطية رواتب الموظفين وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت في وقت سابق عن إعداد خطط أميركية لتدمير مجموعة من الميليشيات المدعومة من إيران والتي هددت بشن مزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن كتائب حزب الله العراقي من هذه الميليشيات، ونقلت أن بعض كبار المسؤولين الأميركيين يرون أن "هناك فرصة لمحاولة تدمير الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، حيث إن القادة في إيران مشتتون بسبب أزمة وباء كورونا في بلادهم". وأشار مسؤول عراقي في تصريحات سابقة لـ "العرب" إلى أن الولايات المتحدة لديها تصور مبني على وقائع أن التوقيت الحالي هو الأنسب للإيرانيين كي يتحدّوا واشنطن من خلال مهاجمة مصالحها في العراق والمنطقة، موضحا أن الإدارة الأميركية تعتقد أن الإيرانيين واثقون من أن الولايات المتحدة لن تستجيب لتهديداتهم في هذه اللحظة ولن تقوم برد كبير على أي عملية يقومون بها ضد مصالحها، بسبب القيود التي يفرضها تفشي فايروس كورونا وملف الانتخابات الرئاسية. وتتكرر الهجمات الصاروخية التي يشنها في الغالب مسلحون عراقيون موالون لإيران على قواعد عسكرية تضم قوات التحالف، وخاصة الأميركية، منذ شهرين. وتزايدت وتيرة هذه الهجمات منذ اغتيال كل من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي بهيئة الحشد الشعبي العراقية، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أميركية ببغداد، في 3 يناير الماضي. وترى أوساط المراقبين في الولايات المتحدة أن الإدارة الأميركية تنتظر ما تسفر عنه مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد. وفي حال استمرت بغداد في سياستها الحالية، التي تقوم على الخضوع الكلي لطهران، فإن الإدارة الأميركية ستلقي بالعراق في السلة الإيرانية. ويدفع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين نحو تشديد الضغوط على طهران لرفع يدها عن ملف الحكومة العراقية الجديدة، في ظل إصرار الأحزاب الشيعية الموالية لإيران على رفض تكليف عدنان الزرفي الموصوف بالاعتدال والرافع لشعار تحقيق التوازن في علاقات العراق الخارجية.
مشاركة :