لندن - رجح بنك غولدمان ساكس أمس أن يؤدي تفشي وباء فايروس كورونا وما يترتب عليه من انخفاض في أسعار النفط، إلى تغييرات هيكلية في صناعة النفط، وقد يجعل القطاع أقوى وأصغر حجما. وقال البنك في مذكرة “إذا حدث انسداد في خطوط الأنابيب بسبب إغلاق المصافي ولم يجر تكوين مخزونات وتقلص الاحتياطي، سيقود ذلك لتحول سريع جدا للخطر صوب حدوث نقص في النفط”. وأضاف أن ذلك قد يؤدي بدوره لعجز نفطي لترتفع الأسعار فوق السعر المستهدف في توقعات البنك البالغ 55 دولارا للبرميل لعام 2021. وكتب البنك “من المرجح أن يغير ذلك قواعد اللعبة في الصناعة”. وتوقع أن يدفع ذلك “شركات النفط الكبرى إلى جمع أفضل الأصول في الصناعة والتخلي عن أسوأها.. حين تنتهي فترة التراجع، سيكون هناك عدد أقل من الشركات ولكن القيود الرأسمالية ستظل قائمة”. ومُنيت أسعار الخام بانخفاض حاد أمس ووصل سعر مزيج برنت القياسي إلى 22 دولارا للبرميل مع تفاقم الوباء دون أن تلوح في الأفق نهاية لحرب الأسعار بين السعودية وروسيا. في غضون ذلك، أُرغمت المصافي حول العالم على وقف العمليات بسبب هبوط حاد للطلب مما يدفع المتعاملين والمحللين للمسارعة في خفض التوقعات. وكان مسؤول من وزارة الطاقة السعودية قد ذكر الجمعة أن الرياض لا تجري محادثات مع روسيا لموازنة أسواق النفط رغم تنامي الضغوط من واشنطن لوقف الاضطراب الذي أدى إلى انحدار الأسعار بأكثر من 60 في المئة هذا العام. دونالد ترامب: السعودية وروسيا أصيبتا بالجنون بشأن أسعار النفط دونالد ترامب: السعودية وروسيا أصيبتا بالجنون بشأن أسعار النفط وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب “إن السعودية وروسيا أصيبتا بالجنون بشأن أسعار النفط”. وأضاف في مقابلة مع فوكس نيوز “لا نريد صناعة ميتة تعرضت للتدمير… هذا سيء لهم، وسيء للجميع. هذا الصراع بين روسيا والسعودية يتعلق بكم البراميل التي ستضخانها. وكلاهما أصيب بالجنون”. وفي الأسبوع الماضي دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السعودية إلى “طمأنة الأسواق النفطية والمالية” في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تلوح في الأفق. ومع التوقعات الحالية بتراجع الطلب العالمي 15 أو 20 مليون برميل يوميا، بانخفاض بنسبة 20 في المئة عن العام الماضي، يقول محللون إنه ستكون هناك حاجة لخفض هائل في الإنتاج يتجاوز ما تقوم به أوبك. وأعلنت السعودية أمس أنها ستزيد صادراتها النفطية بنحو 600 ألف برميل يوميا في مايو لتصل إلى 10.6 مليون برميل وهو معدل قياسي، بعدما كانت أعلنت نيتها زيادة الإنتاج إلى طاقته القصوى في خضم حرب أسعار مع روسيا. وتصدّر السعودية نحو سبعة ملايين برميل يوميا، ما يعني أنها ستضخ 3.6 مليون برميل إضافية في أسواق النفط المتخمة أصلا بسبب إجراءات مكافحة فايروس كورونا المستجد وفرض حظر تجول ووقف رحلات الطيران. وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة إنّ أحد أسباب الزيادة هو “انخفاض الطلب المحلي على مشتقات البترول، جراء انخفاض حركة النقل بسبب الإجراءات الاحترازية المُتخذة لمواجهة انتشار فايروس كورونا”. وأضاف أن الزيادة هي أيضا نتيجة “إحلال الغاز الطبيعي المنتج من حقل الفاضلي، محل البترول، الذي كان يُستهلك لغرض إنتاج الكهرباء”. وكانت السعودية أعلنت قبل نحو أسبوعين نيتها استخدام الغاز المنتج من معمل غاز الفاضلي للاستعاضة “عن نحو 250 ألف برميل يوميا من الاستهلاك المحلي للنفط”. وينتج معمل غاز الفاضلي، التابع لشركة أرامكو، حاليا 1.5 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، بينما تقول أرامكو إنه سيرتفع إلى 2.5 مليار قدم مكعب خلال الأشهر القادمة. وبالرغم من تفشي فايروس كورونا الذي يشل الاقتصاد العالمي ويضعف الطلب على النفط، يستمر إنتاج النفط الخام خاصة في السعودية والولايات المتحدة، ما يضغط على قدرات التخزين التي تكاد تصل إلى أقصى سعة لها. ويرى خبراء أن العرض الوفير وركود الطلب، يمكن أن يدفع فائض النفط العالمي إلى 10.6 مليون برميل يوميا.
مشاركة :