إعداد: عبير حسيناضطرت إحدى دور الرعاية الأسترالية في سيدني، إلى وضع المعمرة ميرتل هوبر ـ107 أعوام ـ تحت حراسة مشددة، لحمايتها من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فمنعت عنها كل الزيارات حتى من أبنائها وأحفادها، وخصصت عدداً محدداً من طاقم التمريض يسمح له برعايتها داخل غرفتها التي لم يعد مسموحاً لها بمغادرتها منذ أسبوعين. وعلى الرغم من الحرص العام على توفير رعاية صحية خاصة بكبار السن، الأكثر هشاشة أمام «كوفيد 19»، إلا أن هوبر تتمتع برعاية مضاعفة نظراً لشعبيتها الواسعة في أستراليا، إذ يزورها سنوياً مئات آلاف الراغبين في التعرف إلى سر عمرها الطويل، للدرجة التي دفعت أحد أبنائها، للمطالبة بتقاضي مبالغ مالية من الزوار الراغبين في لقاء والدته والتحدث إليها.منحت الأعوام الطويلة للمعمرة، خبرات نادراً ما تتكرر، إذ ولدت في نفس العام الذي تعرضت له الباخرة الأسطورة«تايتانيك» للغرق، وبعد عدة أعوام وبينما كانت في السابعة، هاجمت العالم جائحة الإنفلونزا الإسبانية، وعنها قالت «كان الجميع في منزل عائلتي خائف، وتوقفنا حينها عن الدراسة، فذهبت الفتيات إلى تعلم التطريز، والفتيان إلى السباحة». وأضافت «بحلول يناير 1919، تم إعلان حالة الطوارئ في فيكتوريا. بعد ذلك بوقت قصير تم إغلاق الحدود مع نيو ساوث ويلز وتم حظر الاجتماعات العامة والسفر لمسافات طويلة، وتوفي الآلاف».عايشت الجدة هوبر حربين عالميتين، لكن كل ما تختزله ذاكرتها عنهما هو أن بلدتها كانت بعيدة عن الحرب الدائرة في «العالم الآخر»، وكل ذكرياتها عنها تتعلق بأقربائها الذين ذهبوا للمشاركة في القتال ولم يعودوا.وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، فالمعمرة مندهشة من حالة العزلة الشديدة التي فرضت عليها قبل أيام، لحمايتها من الإصابة بفيروس كورونا، ونقلت عنها قولها «كان الجميع يأتي لمشاهدتي وإلقاء التحية والسؤال عن حياتي الطويلة، وكنت ألوح لهم كما تفعل الملكة».
مشاركة :