أكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط أن أورام العظام بنوعيها الحميدة والخبيثة من الأمراض المنتشرة في الوقت الحالي وهي تمثل نوعًا من أنواع التحدي بالنسبة للطبيب الذي يسعى جاهدًا لتخفيف آلام العظام المبرحة التي يشعر بها المريض باستخدام أسهل وأحدث تقنيات العلاج دون الحاجة إلى التدخل في عمليات جراحية كبرى، مشيرًا كذلك أن استخدام التردد الحراري أو موجات الميكرويف يعد من أهم التقنيات الحديثة التي أحدثت طفرة هائلة في علاج مختلف أنواع الأورام مثل أورام الكبد الأولية والثانوية وأورام العظام وأورام الأنسجة الرخوية.جاء ذلك خلال مشاركته ضمن لجنة المناقشة لرسالة دكتوراة مقدمة من الطبيب أسامة على زرزور المدرس المساعد بقسم الأشعة التشخيصية بمعهد جنوب مصر للأورام بالجامعة بعنوان " دور تقنيات الكي الموجهة بالتصوير الإشعاعي في علاج أورام العظام والأنسجة الرخوة "، كما ضمّت لجنة المناقشة كذلك كلًا من الدكتور عبد الكريم حسن عبد الله والدكتور مصطفى الشرقاوي أساتذة الأشعة التشخيصية بالجامعة إلى جانب الدكتور حسني سيد عبد الغني أستاذ الأشعة التشخيصية بجامعة المنيا، كما خضعت الدراسة أيضًا لإشراف كل من الدكتور عبد الكريم حسن عبد الله والدكتور مصطفى الشرقاوي والدكتور عمرو فاروق مراد أساتذة الأشعة التشخيصية بالجامعة، والدكتور فيرناندو سانتياجو رئيس قسم الأشعة التداخلية بجامعة برشلونة الموحدة بأسبانيا.كما أضاف الدكتور طارق الجمال أن هذا التطور الهائل والسريع في وسائل التصوير الطبي مثل الأشعة المقطعية متعددة المقاطع والرنين المغناطيسي والتي تساعد في تشخيص أنواع الأورام بدقة وتقوم بتوجيه الطبيب لمكان الورم بدقة أثناء إجراء الكي الحراري وكذلك أخذ عينة من الورم، وقد أثبتت تقنيات الكي الحراري فعاليتها وتأثيرها الواضح في علاج مختلف أنواع الأورام وفي تخفيف الآلام عن مرضي الأورام الذين يعانون من أورام ثانوية في العظام، وذلك إلى جانب اعتبارها من التقنيات السهلة والآمنة جدًا ومن الممكن إجرائها للمريض وخروجه في نفس اليوم دون الحاجة للبقاء لفترة طويلة في المستشفي كما في حالات التدخل الجراحي.ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى الشرقاوي أن هذه الرسالة تعد الأولي من نوعها التي تتناول التطبيق العملي لاستخدام تقنيات التدخل المحدود بالكي الحراري مصحوبًا بالحقن الأسمنتي في أورام الجهاز العضلي الهيكلي والتي أثبتت فعاليتها وتأثيرها الواضح في علاج هذه الورام بنوعيها الحميدة والخبيثة خاصةً في حالات ثانويات العظام مع حدوث تحسن ملحوظ جدً واختفاء للآلام الشديدة المصاحبة لهذه الأورام في فترة قصيرة.وفي السياق ذاته أشار الدكتور عبد الكريم حسن عبد الله أن هذه الدراسة تم إجرائها بمركزين طبيين متخصصين في علاج الأورام وهم مستشفى ( كلينيك برشلونة ) بأسبانيا، والمركز الأوروبي للأورام بميلان بإيطاليا، واشتملت هذه الدراسة على عدد 122 حالة منها 79 حالة أورام حميدة بالعظام والجهاز العضلي و43 حالة أورام خبيثة وثانويات بالعظام نتيجة لوجود أورام خبيثة أخري مسببة لها، وتم علاج هذه الحالات باستخدام موجات التردد الحراري في عدد 73 حالة أو الكي بموجات الميكرويف في عدد 49 حالة، وتمّ حقن اسمنتي للورم بعد إجراء الكي الحراري في عدد 52 حالة وبعد ذلك تمّ عمل متابعة للحالات على مدى عام كامل.وحول نتائج الدراسة أوضح الباحث أن الدراسة توصلت لحدوث تحسن ملحوظ جدًا واختفاء لأعراض الآلام المصاحبة للأورام خلال فترة الثلاث شهور الأولي في كل الحالات التي تم علاجها، وعدم حدوث ارتجاع للأورام التي تم علاجها بالكامل خلال فترة المتابعة وكذلك لم تحدث أي مضاعفات كبرى، وبذلك يمكن القول أن تقنيات الكي الحراري باستخدام التردد الحراري والميكرويف فعالة وناجحة جدًا في علاج أورام العظام والجهاز العضلي ويمكن الاعتماد عليها كبديل للعمليات الجراحية.
مشاركة :