ماجد القزيز (صدى): قال الله "تعالى" في القرآن الكريم: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "، وهذا إخبار من العلي القدير لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلّ الله عليه وسلم. ولكن رفض المستشار الإستراتيجي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أتيلجان بايار، الدين الإسلامي، وأعلن انتمائه إلى المذهب الربوبي. وأكد بايار، أنه تحوّل إلى الفكر الربوبي والذي يعني اللا دين والاعتراف بالإله الخالق العظيم فقط من خلال استخدام العقل، إذ قال في تصريح له: ” أقول وداعا للدين وأعلن أنني أصبحت ربويا، إذا كانت هناك أشياء أخرى أريد أن أسمعها ” . والمذهب الربوي هو مذهب فكري لا ديني وفلسفي تؤمن بوجود خالق عظيم خلق الكون وبأن هذه الحقيقة يمكن الوصول إليها باستخدام العقل ومراقبة العالم الطبيعي وحده دون الحاجة إلى أي دين. ويرفض الربوبيون فكرة التدخل الإلهي في الشؤون الإنسانية كالمعجزات والوحي، وكذلك يرفضون فكرة أن الإله كشف نفسه للإنسانية عن طريق كتب مقدسة. ولأنهم يؤمنون بوجود خالق للكون والإنسان فإنهم بذلك يختلفون عن الملحدين أو اللاربوبيين بينما يتفقون معهم في اللادينية. ونشأت الربوبية وبرزت في القرنين السابع عشر والثامن عشر، في كل من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وأيرلندا، إذ كانوا ينتمون إلى المسيحية ولكنهم تركوا الدين بسبب عدة قضايا مثيرة للجدل ووجدوا أنه لا يمكنهم الإيمان بالثالوث المقدس أوإلوهية يسوع المسيح أو قصص المعجزات التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس ثم انتشروا في العالم. كما أنهم لا يتفقون حول مذهب محدد عن خلود الروح وعن ما إذا كان الموت هو نهاية المطاف بالنسبة للبشر، فمنهم من يؤمن بوجود حياة بشكل ما بعد الموت ومنهم من لا يؤمن بذلك. ويتفقون على استحالة الجزم بذلك لأن الإله العظيم لم يخبر الناس عن ذلك ولا يمكن الوصول ليقين حول هذا الشيء عن طريق العقل والمنطق المجرد.
مشاركة :