ومن المحن تخرج المنح .. تنطبق هذه المقولة على حكاية طبيبة تونسية عرفت بـ "طبيبة الفقراء" لعبت دورا كبيرا فى الحياة الصحية التونسية ورغم ذلك لم يحالفها التكريم لجهودها ومسيرتها الحافلة قبل وفاتها التى افجعت التونسيين قبل عشر سنوات. تصدر اسم الطبيبة التونسية توحيدة بنت الشيخ الواجهة التونسية هذه الأيام، تزامنا مع جهود القطاع الصحى فى تونس وكأنما يبحث عنها الواقع الحالى وسط آلام كورونا ليعيدها مجددا لتخفف آلام التونسيين من فيروس كورونا المستجد، حيث كانوا يعتبرونها البلسم الشافى.وتكريمًا لأول طبيبة تونسية وللمرأة التونسية عمومًا وللعاملين في القطاع الصحي بالتزامن مع محاربتهم كورونا (كوفيد-19)، طرح البنك المركزي التونسي قبل يومين، ورقة نقدية من فئة 10 دنانير (مايعادل3 دولارات)، تحمل صورة د. توحيدة بن الشيخ التي لُقبت بطبيبة الفقراء. وتم اختيار الدكتورة توحيدة بن الشيخ كشخصية رئيسية لهذه الورقة النقدية الجديدة. وهذه أول مرة يتم فيها في تونس طرح ورقة نقدية تحمل صورة امرأة.وقال مسؤولو البنك المركزي التونسي، في تصريحات إعلامية، إن هذه الخطوة هي «تحية إكبار للأطباء والإطار الصحيّ في البلاد، تزامنًا مع وجود الجيش الأبيض في الخطوط الأولى لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد».وتوحيدة بن الشيخ هي أول طبيبة تونسية. ولدت بن الشيخ سنة 1909، وتوفيت سنة 2010، عن عمر يناهز 101 عام، وهي أول تونسية تحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1928.سافرت بن الشيخ إلى فرنسا؛ لمواصلة دراستها الجامعية في اختصاص الطب، وفي سنة 1936 تخرجت في جامعة الطب في باريس، وناقشت في السنة التالية رسالتها للدكتوراه، لتكون بذلك أول طبيبة تونسية.وفور عودتها إلى تونس، فتحت بن الشيخ عيادة لعلاج الأطفال، قبل أن تتخصص في طب النساء والتوليد.وساهمت في إطلاق تجربة التنظيم العائلي في تونس، وترأست سنة 1963 قسم الولادات بمستشفى شارل نيكول، بالعاصمة، كما تولت إدارة قسم التوليد وطب الرضيع، بنفس المستشفى، وتولت بعدها منصب رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس العاصمة، وفي عام 1970 عينت مديرة لديوان التنظيم العائلي.كما تولت الدكتورة بن الشيخ سنة 1937 رئاسة تحرير مجلة «ليلى» الأسبوعية، وهي أول مجلة نسائية تونسية صادرة باللغة الفرنسية.
مشاركة :