في ذكرى وفاته.. معلومات عن نيوتن صاحب الفضل في اكتشاف الجاذبية

  • 3/31/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إسحاق نيوتن، عالم رياضيات وفيزياء إنجليزي وصاحب الفضل في اكتشاف الجاذبية، ولد سنة 1643.كان له العديد من الإنجازات في مجالات الفيزياء والحركة والرياضيات والبصريات، أهمها قانون الجاذبية وله مؤلفات أشهرها: Principia الذي يعتبر الكتاب الأكثر تأثيرًا على الفيزياء وتقريبًا مختلف العلوم حيث احتوى على معلومات تشمل مختلف جوانب الفيزياء تقريبًا باستثناء الطاقة، كما يقدم وصفًا كميًا دقيقًا للأجسام أثناء الحركة. دخل نيوتن إلى كامبريدج وعندما دخل كانت الثورة العلمية في القرن السابع عشر في أوجها، حيث كانت نظريات عالمي الفلك نيكولاس كوبرنيكوس ويوهان كيبلر حول مركزية الشمس في الكون والتي تم تنقيحها لاحقًا من قبل غاليليو قد أصبحت معروفة في كل الدوائر الأكاديمية الأوروبية، والفيلسوف رينيه ديكارت قد بدأ بوضع محتوى جديد معقد للطبيعة.حتى ذلك الوقت كانت كامبريدج كغيرها من الجامعات الأوروبية تعتمد فلسفة أرسطو القائمة على مركزية الأرض في الكون والتي تتعامل مع الطبيعة وفق مصطلحات نوعية وليس كمية.رغم أن نيوتن لم يتخرج بدرجات شرف من الجامعة، إلا أن جهوده كوفئت بحصوله على لقب باحث ودعم مالي لأبحاثه لمدة أربع سنوات، ولسوء الحظ، فإن اجتياح الطاعون لأوروبا عام 1665 ووصوله إلى كامبريدج أجبر الجامعة على الإغلاق حيث عاد نيوتن إلى قريته ليتابع دراسته الخاصة، وخلال الأشهر الثمانية عشر من الانقطاع عن الجامعة توصل لطريقة الحسابات المتناهية في الصغر والتي وضعت الأساس لنظريته حول الضوء واللون وشكلت تقدمًا هامًا في قوانين حركة الكواكب وقادته لنشر كتابه الأشهر "Principia" عام 1687 وخلال هذه الفترة اختبر نيوتن إلهامه الأساسي في نظرية الجاذبية وهو حادثة سقوط التفاحة.توقف نيوتن عن التدريس بشكلٍ منتظم ولكنه استمر في إعطاء محاضرات سنوية حول أعماله عن البصريات، والتي اعتمدت بجزءٍ منها على الاستفادة من التلسكوب الذي صممه في عام 1668 والذي يعد أول إنجازاته العلمية الكبيرة وقد ساعده بشكلٍ كبير في إثبات نظريته حول الضوء واللون، ونشر ملاحظاته هذه عام 1672 والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من مؤلفه Opticks وهو أطروحة حول انعكاس، انكسار، تصريف وألوان الضوء.رغم ذلك، لم يكن جميع أعضاء الأكاديمية الملكية متحمسين لاكتشافات نيوتن في علم البصريات، ومنهم العالم روبرت هوك والذي كان له مجموعة من الإنجازات في عدة مجالات خاصة الميكانيك والبصريات وكان يرى بأن الضوء مكون من أمواج على عكس ما نشره نيوتن في ورقته البحثية حول أن الضوء الأبيض مكون من جزيئات من كل ألوان الطيف، وهو ما دفع هوك إلى مهاجمة نيوتن وطريقته في البحث ونتائجه بشكل قاسٍ.لم يكن روبرت هوك الوحيد الذي أبدى اعتراضات على نتائج أبحاث نيوتن في البصريات فقد شاركه في ذلك العالم الهولندي الشهير كريستيان هايجين بالإضافة لبعض العلماء الفرنسيين، ولكن انتقادات هوك بقيت الأشد والأكثر تأثيرًا نظرًا لارتباطه المباشر بالمجتمع العلمي الملكي.وقد استمر الخلاف بين العالِمين لعدة سنوات حتى عام 1678 حين عانى نيوتن انهيارًا عصبيًا حادًا، تبع ذلك بعد سنة وفاة والدته وهو ما أدخله في عزلةٍ اجتماعية لست سنوات وخلال عزلته عاد نيوتن لدراسة الجاذبية وتأثيرها على مدارات الكواكب وكانت إحدى أفكار غريمه هوك هي من أرشدته إلى الطريق الصحيح التي قد تفسر الجاذبية بين الكواكب وتأثيرها على شكل المدارات بحيث تأخذ الشكل البيضاوي.في عام 1693 عانى نيوتن من انهيارٍ عصبي مرةً أخرى وكان من الصعب تحديد السبب المباشر رغم تعدد الأسباب المقترحة لذلك ومنها: خيبة أمله من عدم تعيينه في مناصب أعلى من قبل ملوك إنجلترا، وخسارته لصداقته مع دي دوييه، والإرهاق الناتج عن ضغط العمل وحتى التسمم المزمن بالزئبق نتيجة عقود من التجارب الكيميائية، إلا أن رسائله لأصدقائه كانت مشوشة ومليئة باتهامات لهم بالخيانة والتآمر عليه.سرعان ما استعاد نيوتن عافيته واعتذر من أصدقائه وتابع عمله وأبحاثه إنما هذه المرة في الأمور الدينية كونها واحدةً من المواضيع التي كانت تشغل بريطانيا في القرن السابع عشر، وفي عام 1699 تسلم نيوتن منصب حاكم المصرف المركزي حيث أعاد سك العملة وعاقب المزورين ونقل الجنيه الإسترليني من معايير الفضة إلى الذهب.في عام 1703 انتخب نيوتن رئيسًا للمجتمع العلمي الملكي، وفي عام 1705 منحته ملكة إنجلترا آن لقب فارس (سير) وهو ما أعطاه قوة ونفوذًا استخدمهما بشكل استبدادي ضد غيره من العلماء متجاهلًا فكرة أن العلم هو عمليه تعاونية، ففي عام 1705 ادعى العالم الألماني غوتفريد لايبنز أن نيوتن سرق بحثه حول الحسابات اللامتناهية الصغر، ولتبيان حقيقة الادعاء شكّل المجتمع الملكي لجنة كان لنيوتن بحكم رئاسته للمجتمع القدرة على التحكم بتعيين أعضائها وبشكلٍ متوقع فإن قرارات اللجنة كانت لصالح نيوتن.تكرر الأمر مع الفلكي جون فلامستييد الذي حاول نيوتن الحصول على ملاحظاته وعمله حول النجوم للاستفادة منها، إلا أن فلامستييد تمكن من الحصول على حكم من المحكمة لإيقاف نيوتن هذه المرة.عاش نيوتن سنواته الأخيرة في مزرعة كرانبري مع ابنة أخته، حيث كان أحد أشهر الأشخاص في أوروبا بفضل اكتشافاته العلمية. بغض النظر عن هذه الشهرة فإن حياة نيوتن الشخصية لم تكن مثالية فهو لم يتزوج أبدًا ولم يكن لديه الكثير من الأصدقاء.وعند بلوغه الثمانين من عمره كان يعاني من مشكلات هضمية أجبرته على تغيير نمط غذائه وفي مثل هذا اليوم31 مارس من عام 1727 عاني من آلام حادة في البطن أدخلته في غيبوبة توفي على إثرها في الحادي والثلاثين عن عمرٍ ناهز الرابعة والثمانين.

مشاركة :