تربيون يطلبون من أولياء الأمور تشجيع أبنائهم على التعلم الإلكتروني

  • 3/31/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حدثٌ استثنائي ألزم ملايين البشر على المكوث في منازلهم وعدم مغادرتها إلا للأمور الطارئة، فلا ترفيه ولا تعليم ولا زيارات أو مناسبات اجتماعية، ولحماية الطلاب والطالبات من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، كان لزامًا على المدارس أن تغلق أبوابها وتسعى لتوفير البدائل من أجل استمرار العملية التعليمية. ولكن يبقى البديل الإلكتروني محل استفسار وشك، هل يغني عن المدارس؟ أو يلائم المرحلة الحالية؟ هل يمكن البناء عليه في المستقبل؟ . تلك الأسئلة يجب عليها خبراء تربيون لصحيفة “مكة” الإلكترونية، إذ قال مدير إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة سابقًا حامد السلمي، إن مبادرة وزارة التعليم بتعليق الدراسة، تعد مبادرة استباقية، وقرارا مثاليا، فرضته الظروف الاستثنائية، ويحسب لها لا عليها، لأنه وإن كان له أثار سلبية فلا تعد شيئا أمام المصلحة المتوقعة من اتخاذه، وهي حفظ النفس التي تعد من الكليات الخمس التي جاءت جميع الأديان السماوية بحفظها. وأوضح السلمي، أن القرار ينطلق من القاعدة الشرعية (دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة)، والقاعدة الشرعية الأخرى( الضرر يزال)، والبدائل التي اتخذتها لضمان استمرارية الدراسة، تعد هي الأخرى خطوة استباقية، حازت فيها قصب السبق على مثيلاتها في الدول المتقدمة، كما تعد فتحا جديدا في التعليم عن بعد. وأضاف أن كل هذه الإجراءات متسقة مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -، بالمحافظة على سلامة المواطنين، والمقيمين، داعيا “الله – عز وجل لأن يحفظ العباد والبلاد، ويأذن لهذا البلاء بالرحيل عن بلادنا وبلاد المسلمين، ويرفعه عن خلقه أجمعين. اللهم أدم على بلادنا وقيادتنا الأمن والأمان، والعز والتمكين، والتوفيق والسداد. وتحية تقدير لكل الجهود المخلصة”. ومن جانبه، قال مدير إدارة التعليم بعفيف سابقًا علي خضر الثبيتي، “أعتقد أنه من الناحية الزمنية لم يحدث فرقاً أو أثراً مثله مثل الإجازة السنوية التي يستمتع بها الطلاب نهاية العام، ومن الناحية العلمية فنحن بحاجة إلى مقياس علمي لقياس الأثر ( استبانة أو عينة أو نحوها مما يفضي بنا إلى نتائج دقيقة يُعْتَد بها”. وأضاف الثبيتي، “أما من الجانب النظري والانطباع الشخصي فأرى أن هناك عدة عوامل تتحكم في ذلك: الجانب الأسري ( العائلي) ودور الأسرة في التوجيه والمتابعة، وتعزيز وتحفيز الأبناء لمتابعة دراستهم عن بعد كما هيأته الوزارة، للحفاظ على المستوى العلمي أو الارتقاء به”. وأشار إلى أن “الجانب الإعلامي، بالتوعية والتوجيه والإرشاد بالتواصل مع أرباب القلم والفكر والمختصين في التربية وعلم النفس، وأخيراً وزارة التعليم بمتابعتها لطلابها، والتقويم المستمر للأداء من خلال القنوات التي أتيحت، ليبقى الطالب على صلة بمادته، ويستشعر المسؤولية”. أما استشاري الطب النفسي في مستشفى حراء والحرس الوطني دكتور رجب بن عبد الحكيم بريسالي، فبيّن “أن العالم بأسره يعيش في هذه الأثناء أزمة ما يسمى بكورونا أو covid19,  فأغلقت الملاحة الجوية، وتوقفت الحياة بالكامل وأصبح العالم منغلقا على نفسه، ونحن بلا أدنى شك نعيش في خضم هذا التحدي الكثير فكان القرار الحكيم من قبل قيادتنا الحكيمة بتعليق الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية وحتى إشعار آخر”. وأكد بريسالي، أن مثل تلك القرارات لم تكن لتتخذ من قبيل الصدفة بل كانت نتاج توصيات عدة لجان صحية وتعليمية لحماية أبنائنا الطلاب من هذا الوباء المتفشي في أصقاع المعمورة، كان علينا نحن الآباء تدارك بعض السلبيات المتوقعة جراء تعليق الدراسة إذ أنه سلاح ذو حدين فهو من ناحية حماية ووقاية ملحة لشباب وعماد المستقبل سوى أنه في ذات الوقت خاصة إذا أسيئ استخدامه من قبل الطلاب والذين في الغالب سوف يجدونها فرصة لا تعوض لممارسة وقضاء معظم الوقت في الألعاب الإليكترونية والتي قد تؤدي إلى جوانب عكسية فقد أثبتت الدراسات والملاحظات النفسية والاجتماعية العديد من التداعيات السلبية نفسية واجتماعية على فلذات أكبادنا،  لأنها تؤدي حتما إلى الإدمان عليها مع العزلة الاجتماعية والإحساس بالإحباط والدونية وربما الاكتئاب. وحذر من أن عدم استغلال الوقت بالمفيد قد يؤدي إلى الكسل وزيادة الوزن بسبب الإكثار من تناول السكريات والوجبات السريعة كل ذلك يشكل خطورة حتمية على مستقبل أطفالنا وشبابنا يعرضهم للكثير من المخاطر والأمراض المزمنة كالسكري وأمراض ضغط الدم والقلب والسمنة….الخ وأوضح أن عدم استغلال هذه الفرصة بممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية المفيدة للجسم والذهن معا قد يفضي إلى قطع أواصر المحبة والألفة بين أفراد الأسرة والمجتمع ناهيك عن العنف والتوتر والقلق. وناشد الدكتور بريسالي، الآباء والأمهات وكذلك أبنائي وبناتي بضرورة الاستغلال الأمثل لهذا التوقف بالقراءة المفيدة،  وممارسة كافة الأنشطة الرياضية والترويحية وكل ما يعود بالنفع لهم ولامتهم وهي فرصة سانحة للتواصل ولم شمل الأسرة والجلوس مع بعض للاستماع إلى مشاكل أفراد العائلة في أجواء مليئة بالود والهدوء،  وكذلك ممارسة هواياتنا اللاصفية والمفضلة لدينا والكفيلة باستعادة نشاطنا الذهني والجسمي مع تطوير قدراتنا وتوكيد ذواتنا حتى نكون أعضاء فاعلين في خدمة مملكتنا الحبيبة.

مشاركة :