بعدما حافظ الفريق على العلامة الكاملة في جميع المباريات الودية التي خاضها منذ تولي كارلوس دونغا مسؤولية المدير الفني للفريق، يتطلع المنتخب البرازيلي لكرة القدم إلى الحفاظ على هذا السجل وتقديم بداية قوية في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليًا في تشيلي. ويستهل المنتخب البرازيلي مسيرته في البطولة بالمواجهة المرتقبة مع منتخب بيرو اليوم بمدينة تيموكو ذات الطقس البارد في افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة. ADVERTISING ويمكن اعتبار مباراة اليوم بمثابة «السهل الممتنع» للمنتخب البرازيلي بقيادة دونغا الذي عاد في منتصف العام الماضي لقيادة الفريق لفترة ثانية خلال مسيرته الثانية بعدما عانده الحظ في المرة الأولى وخرج مع الفريق صفر اليدين من دور الثمانية في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ولم يخفق المنتخب البرازيلي في أي من المباريات العشر الودية التي خاضها منذ تولي دونغا المسؤولية في أعقاب السقوط المدوي للفريق في كأس العالم 2014 بالبرازيل حيث حقق الفريق الفوز في جميع المباريات الودية، ولكن هذا لا يبدو كافيًا لتعويض الفريق عن خسارته 1 - 7 أمام ألمانيا في المربع الذهبي، ثم بالثلاثة أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث. واعترف ديفيد لويز، نجم المنتخب البرازيلي، بأنه وزملاءه في الفريق يحلمون بإحراز لقب كوبا أميركا المقامة حاليًا في تشيلي «لإدخال البهجة إلى قلوب المشجعين» بعد فقدان حلم الفوز بلقب المونديال البرازيلي. وكان لويز ضمن صفوف المنتخب البرازيلي في مونديال 2014. وقال لويز: «كرة القدم تمنح اللاعبين الفرصة لاستعادة الاتزان بشكل سريع للغاية». وقال لويز، مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي، إن «منتخب البرازيل عاش قبل 11 شهرًا فضيحة (مينيرازو) أمام المنتخب الألماني»، في إشارة لإقامة المباراة على استاد «مينيرازو». وأوضح: «لكن الفريق أصبح الآن أكثر نضجًا وخبرة» ويمكنه الفوز باللقب القاري في كوبا أميركا». وأضاف: «إذا فزنا بلقب كوبا أميركا، سنشعر بسعادة بالغة.. البطولة الحالية في تشيلي مسابقة جيدة للاستعداد قبل بدء مسيرتنا في تصفيات مونديال 2018». ورغم هذا، أكد لويز أن الفوز بلقب كوبا أميركا لن يكون مهمة سهلة خاصة وأن هذه النسخة ستكون من أقوى النسخ في تاريخ كوبا أميركا. وأوضح لويز «منتخب تشيلي يخوض البطولة على أرضه ومنتخبا أوروغواي والأرجنتين منافسان قويان دائمًا. المستوى رائع للغاية». ولهذا، سيكون هدف الفريق غدًا هو الخروج من المباراة أمام بيرو بفوز كبير يوجه به إنذارًا واضحًا لبقية منافسيه، ويستعيد به حماس الجماهير وتأييدها. وما يطمئن دونغا والفريق أن صفوف المنتخب البرازيلي تبدو شبه مكتملة باستثناء غياب أوسكار ومارسيلو منذ فترة بسبب الإصابة، إضافة إلى إصابة دانيلو مؤخرًا. كما ارتفعت معنويات نجمه البارز نيمار دا سيلفا بعدما أحرز مع برشلونة الثلاثية (دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا) في الموسم المنقضي. ويبدو المنتخب البرازيلي مرشحًا بقوة هذه المرة لخطف اللقب رغم المنافسة القوية التي ينتظرها من الأرجنتين وأوروغواي. ويتطلع راقصو السامبا إلى تحقيق الفوز في جميع مبارياتهم بالمجموعة الثالثة لتجنب مواجهة محتملة مع المنتخب الأرجنتيني المرشح لصدارة المجموعة الثانية. وفي المقابل، تحفل صفوف منتخب بيرو بكثير من النجوم الذين يتألقون في صفوف أنديتهم واكتسبوا خبرة هائلة من مشاركتهم في تصفيات المونديال وفي كوبا أميركا 2011 التي أحرز فيها الفريق المركز الثالث. ومن بين هؤلاء النجوم يبرز كل من خوان مانويل فارغاس وكلاوديو بيتزارو وجيفرسون فارفان وباولو جيريرو، ولكن وجود هؤلاء النجوم لم ينقذ الفريق في تصفيات المونديال البرازيلي حيث فشل الفريق مجددًا في بلوغ النهائيات. ويدرك المنتخب البيروفي مدى صعوبة مهمته في هذه المجموعة التي تضم منتخبات البرازيل وفنزويلا وكولومبيا كما يدرك المهمة الصعبة التي تنتظره في مباراة اليوم أمام أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب. ولكن الفريق بقيادة مديره الفني الجديد ريكاردو جاريكا، الذي تولى المسؤولية في فبراير (شباط) الماضي، يرفض الاستسلام لليأس ويسعى لتفجير مفاجأة في مباراة اليوم علمًا بأن الخروج بنقطة التعادل سيكون مكسبًا كبيرًا للفريق. وطالب أسطورة كرة القدم، البيروفي تيويفيلو كوبياس، لاعبي منتخب بلاده بنسيان الماضي قبل خوض فعاليات كوبا أميركا في تشيلي. وقال كوبياس: «كل مرة نخسر فيها تجعلنا أكثر عظمة». وطالب كوبياس لاعبي المنتخب البيروفي باستعادة أمجاد الفريق وتعويض ما فاتهم، مشيرًا إلى أن البطولة الحالية في غاية الأهمية. وقال: «لا يمكننا أن نعيش للأبد لنتذكر نفس الشيء». وقال كوبياس: «لن أتراجع عن الرهان على منتخبنا. من الجيد أن تكون في ذاكرة الجميع. في كل مرة تخسر فيها يذكر اسم الفريق، ولكن تغيير هذه النتائج بيد اللاعبين أنفسهم». ويرى كوبياس أن البطولة الحالية قد تصبح ختامًا لمسيرة بعض اللاعبين مثل بيتزارو وجيريرو على المستوى الدولي وعليهما بذل مزيد من الجهد خلالها. كولومبيا ـ فنزويلا وفي نفس المجموعة الثالثة يتطلع المنتخب الكولومبي إلى الثأر من نظيره الفنزويلي عندما يلتقي الفريقان اليوم في افتتاح مباريات المجموعة. ورغم المسيرة الرائعة للمنتخب الكولومبي في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، مني الفريق بالهزيمة صفر - 1 أمام نظيره الفنزويلي في التصفيات علمًا بأن مباراة الذهاب بينهما في نفس التصفيات انتهت بالتعادل 1 - 1. ولهذا، ينتظر أن تتسم المباراة بين الفريقين اليوم بالطابع الثأري بخلاف ما تتسم به هذه المواجهة من أهمية بالغة للمنتخب الكولومبي أحد المرشحين للمنافسة على لقب البطولة في هذه النسخة من كوبا أميركا. وتضاعفت آمال الجماهير الكولومبية في فوز فريقها باللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بكوبا أميركا بعد العروض القوية والمستوى الرائع الذي ظهر عليه الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وأحرز المنتخب الكولومبي لقب البطولة في 2001 ليكون الوحيد الذي كسر هيمنة منتخبات أوروغواي والأرجنتين والبرازيل على اللقب منذ 1983 وحتى الآن. والآن، تبدو الفرصة سانحة أمام الفريق أكثر من أي وقت مضى للمنافسة على اللقب القاري خاصة وأن الفريق الحالي يضم الكثير من اللاعبين الذين أعادوا إلى الأذهان جيل الكرة الكولومبية الذي سطع في تسعينات القرن الماضي بقيادة فاوستينو أسبريلا وكارلوس فالديراما. وتفوق لاعبو هذا الجيل على جيل التسعينات من خلال تأهلهم إلى دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل لتكون المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب الكولومبي لهذا الدور في تاريخ مشاركاته بكأس العالم. ويدين المنتخب الكولومبي بفضل كبير في هذا إلى مديره الفني خوسيه بيكرمان الذي أعاد إلى الكرة الكولومبية بريقها وقاد الفريق لدور الثمانية بالمونديال البرازيلي وبات حلمه هو الفوز مع الفريق باللقب القاري معتمدًا على مجموعة متميزة من اللاعبين، مثل: راداميل فالكاو غارسيا، وجيمس رودريغيز، وكارلوس باكا، حيث يمتلك الفريق واحدًا من أقوى خطوط الهجوم في العالم. وقد تكون المشكلة الوحيدة التي يواجهها بيكرمان هي ضعف دفاع الفريق مقارنة ببقية الخطوط، لا سيما مع اعتزال ماريو ييبس، ولكن خبرة حارس المرمى ديفيد أوسبينا والانسجام بين خطوط الفريق، قد يعوض هذا الخلل في الدفاع، وهو ما يسعى الفريق إلى تجربته اليوم في مواجهة فنزويلا الذي قد يكون أضعف المرشحين في هذه المجموعة على الأقل من الناحية النظرية؛ حيث تضم المجموعة معهما منتخبي البرازيل وبيرو. وأكد نجم كرة القدم الكولومبي السابق فاوستينو أسبريلا أن بلاده «تمتن بشكل أبدي» للمدرب الأرجنتيني بيكرمان، وذلك على استعادته مكانة الفريق. وقال أسبريلا: «استعدنا الحماس. قاد الفريق لتقديم أفضل أداء له في بطولات كأس العالم، ونمتن له بشكل أبدي». وأوضح أسبريلا أن المنتخب الكولومبي عليه أن يفوز بلقب كوبا أميركا، ليؤكد جدارته بما قدمه في المونديال البرازيلي. وقال أسبريلا إن «خوان كوادرادو هو أفضل لاعب في المنتخب الكولومبي حاليًا، وإنه يتفوق على فالكاو ورودريغيز». وفي المقابل، لا يحظى المنتخب الفنزويلي بهذا الكم الهائل من النجوم في صفوفه حيث يبدو خوان أرانجو وسالومون روندون أبرز نجوم الفريق حاليًا. ولكن عددًا من لاعبي هذا الجيل للمنتخب الفنزويلي اكتسب الخبرة التي تساعده على مناطحة الكبار وتظل المشكلة الرئيسية للفريق هي خط الدفاع الذي يؤرق المدرب نويل سانفيسنتي. وأكد سانفيسنتي حرصه على إعداد الفريق للتصفيات المؤهلة لمونديال 2018، ولكنه بالتأكيد لن يتوانى عن البحث عن مفاجأة في كوبا أميركا 2015. ولهذا يتطلع المنتخب الفنزويلي إلى تفجير المفاجأة في المباراة الأولى له اليوم أمام نظيره الكولومبي، وهو ما سيعزز معنويات الفريق ويؤكد أنه لم يسافر إلى تشيلي للنزهة، وإنما للمنافسة وتقديم عروض جيدة في مواجهة الكبار. ويضاعف من إصرار الفريق على تقديم بداية قوية في البطولة الحالية، ما حققه من نتيجة جيدة في مواجهة كولومبيا بتصفيات المونديال البرازيلي.
مشاركة :