أوضحت محكمة النقض في أحد الطعون المنظورة أمامها منع تعدد الزوجات عند غير المسلمين.وجاء في حيثيات الحكم أنه من المقرر - في قضاء هذه المحكمة - أن الإجماع أخذا بروح الإنجيل وفكرة الجسد الواحد وعفة الزواج المسيحي على أن الوحدة في الزواج تعتبر من المبادئ التي تمسكت بها المسيحية من مستهل بزوغها، ومن خصائص الزواج المسيحي أنه علاقة فردية لا يمكن أن تنشأ إلا بين رجل وامرأة واحدة فلا يجوز للرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة واحدة في نفس الوقت، ولا يجوز للمرأة أن تجمع بين أكثر من زوج في وقت واحد.وحظر تعدد الزوجات وتعدد الأزواج على سواء يعد من المبادئ التي سادت المسيحية طوال العشرين قرنا الماضية ولم تكن إطلاقا موضوع خلاف على الرغم من انقسام الكنيسة إلى شرقية وغربية وإلى أرثوذكسية وكاثوليكية وبروتستانتية حتى أصبحت شريعة الزوج الواحد لها سمة وعليها علما، مما مؤداه أن هذا المبدأ - وإن لم يرق إلى مرتبة النظام العام - يعتبر من القواعد الأصلية في المسيحية على اختلاف مللها ونخلها وطوائفها ومذاهبها المتعلقة بصميم العقيدة الدينية والواجبة الاحترام والخليقة بالانصياع فيما بين المسيحيين بحيث يعتبر الزواج الثاني المعقود في حال قيام الزوجية الأولى باطلا ولو رضي به الزوجان ويكون لهما ولكل ذي شأن حق الطعن فيه.
مشاركة :