طالب مواطن يروي لـ الخليج يومياته في الحجر الصحي

  • 4/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: إيمان عبدالله آل علي من غرفة العزل في أحد المستشفيات الحكومية، يرسل الطالب الإماراتي محمد الهولي، رسالة لأفراد المجتمع بعد إصابته بفيروس كورونا كوفيد 19، أثناء دراسته في الولايات المتحدة، تخصص هندسة مالية، «ابقوا في بيوتكم واتبعوا تعليمات الدولة، فهذا الوباء سريع الانتشار، ويجب أخذ الحيطة والحذر حتى في المنزل حفاظاً على حياة الأسرة وتحديداً المسنين».وقال الهولي ل«الخليج»: أكملت 6 أيام في غرفة العزل بعد عودتي من أمريكا، وأشكر الله على جهود دولة الإمارات التي ألزمتنا البقاء في الفندق، بعد عودتنا مباشرة، فقد تبينت إصابتي بالمرض بعد يومين من بقائي في الفندق، وبفضل الله لم أذهب إلى المنزل، ولم أنقل المرض إلى أهلي، خاصة أن والدي مريض ومصاب بجلطة، ومسنّ، ولن يتحمل الفيروس، فجهود الجهات الصحية في الدولة كبيرة للتصدي لهذا الوباء. رحلة العلاج وعن رحلة العلاج، قال: الخدمات التي تقدم لنا عالية المستوى في غرفة العزل، والتواصل مستمر مع الكادر الطبي والتمريضي، عبر المنصة الذكية التي أنقل عبرها ما أريد بالصوت والصورة، فالطبيب يحرص على التواصل معي عبره 3 مرات يومياً، ومعاينتي بشكل مباشر، أما الكادر التمريضي فدخولهم إلى الغرفة، في ثلاثة أوقات، ويؤدون 3 مهمات، تتمثل بقياس العلامات الحيوية، وإدخال الطعام والأدوية، فضلاً عن ذلك يحرصون على التواصل الدائم معي عبر التقنيات الذكية، لمعرفة احتياجاتي والاطمئنان علي. فرصة للخلوة ورأى محمد، أن بقاءه في غرفة العزل الصحي هذه المدة، منحه فرصة لإعادة حساباته، وصقل مهاراته، وممارسة بعض الهوايات الجديدة عليه، وتغيرت أمور كثيرة في حياته.وقال: تعلمت الصبر بعد الإصابة، وتقربت من أهلي بشكل أكبر، وشخصيتي تغيرت أيضاً. وبدأت أواظب على قراءة القرآن، والصلاة في وقتها، والآن أكتب قصة، تتمثل في مرحلة مهمة في حياتي، وهي دراستي في الخارج، وهي أول تجربة كتابية لي، فضلاً عن ذلك بدأت بحفظ القرآن الكريم، وممارسة الرياضة، ولم أغفل عن الجانب الترفيهي بمشاهدة المسلسلات والأفلام، والتواصل عن بعد مع الأصدقاء والأهل. وأشعر في بعض الأحيان بالملل، لكنني أطمئن نفسي أنها مجرد مرحلة وستنتهي، والإصابة بكورونا أرهقتني نفسياً، والبقاء في المستشفى متعب نفسياً بشكل عام، ولا أريد أن يكون أحد مكاني، وأستغرب من بعض الشباب الذين مازالوا يخرجون في العصر، ويوثقون ذلك بعدسات الكاميرا. الإهمال سبب الإصابة وأكد الهولي، أن تجاهله لعناصر الوقاية والإجراءات الاحترازية كان سبباً في إصابته، حيث لم يلتفت للأمر ولم يدرك خطورته. وقال: تجاهلت الإجراءات الوقائية، فلم أكن ارتدي الكمامات والقفازات، وكنت أمارس حياتي بشكل طبيعي، وأخرج بشكل عادي، ولا أستخدم المعقمات، وعند عودتي للدولة بتوجيهات القيادة، شعرت بالتعب في المطار، وكانت حرارتي مرتفعة، ولم أشك في لحظة أني مصاب، وفعلياً الأعراض بدأت خلال رحلة عودتي من أمريكا، فقام طاقم الطائرة بعمل «كمادات» مياه باردة، وفور وصول الرحلة خضعت للفحص الطبي، ثم توجهت إلى الحجر الصحي في أحد الفنادق، تحت إشراف وزارة الصحة، وبعد يومين فوجئت بإصابتي بفيروس «كوفيد 19»، وجاءت سيارة الإسعاف ونقلوني للمستشفى فوراً. شكر للقيادة والكادر الصحي وقال: «أتقدم بجزيل الشكر للقيادة الرشيدة على ما قدمته لي من دعم وتسهيلات، منذ مغادرة أمريكا وحتى وصولي إلى الدولة، وأتمنى أن أقوم بالسلامة وأتطوع لخدمة بلادي بأحد المستشفيات، وشكر كبير للكادر الطبي والتمريضي، للاهتمام الكبير والتعامل الراقي، وبفضل الله أشعر بتحسن في صحتي، ودوري اليوم أن أنصح أفراد المجتمع، ولا أريد أن يعيش شخص آخر هذه اللحظات». وأكد أنه يقوم بعمل تحليلات كل 4 أيام، وأنه يشعر بتحسن ويأمل في خروجه قريباً في تمام الصحة. الالتزام ضرورة وختم الهولي: يردني الكثير من الاتصالات من بعض الأصدقاء والأهل، أنهم يشعرون بأعراض كورونا، والكثير أصبحوا موسوسين، وأصبح الموضوع نفسياً بشكل كبير في المجتمع، واليوم المعلومة متوافرة وبإمكان الشخص التقدير، ولا داعي للوسوسة بشكل مبالغ، مع الحرص على الالتزام بالتعليمات والإرشادات وعدم الخروج من المنزل، وما حدث لي درس مهم.

مشاركة :