عاشق الوطن الذي فقدناه - هاشم عبده هاشم

  • 6/15/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

•• قليلون هم الذين نشعر عندما نفتقدهم أننا نفقد جزءاً من حياتنا.. كل حياتنا.. •• وفقيد هذا الوطن الإعلامي الكبير الدكتور بدر أحمد كريم الذي ووري جثمانه الثرى يوم امس الأحد في مدينة الرياض بعد معاناة مع المرض في الآونة الأخيرة هو من بين هذه القلة القليلة من الناس الذين أشعر شخصياً بوفاته أنني فقدت جزءاً من حياتي ليس – فقط – لأنه صديق العمر الذي كان له الكثير من الأفضال عليَّ منذ أربعين عاماً وحتى الآن.. وإنما لأنه أيضاً رمز إعلامي كبير له بصماته على مسيرتنا الإعلامية في جوانبها المسموعة والمرئية والمقروءة بحكم مشاركته الفاعلة في بلورة ملامحها الخاصة على مدى خمسين عاماً.. حتى أصبح استاذاً للعشرات من المذيعين والصحفيين الذين تعلموا على يديه مبادئ العمل الإذاعي والتلفزيوني والصحفي الصحيحة.. بجوانبها المهنية.. والأخلاقية.. والثقافية.. قبل أن يُكمل مسيرته في عضوية مجلس الشورى ويواصل بذلك خدمته لوطنه بإخلاص وتفانٍ نادرين.. •• لقد جمعتني بالفقيد أبي ياسر رفقة العمل في الإذاعة والتلفزيون والصحافة وتعلمت منه كيف يُتقنُ العمل ليصل إلى المتلقي ويؤثر فيه.. كما تعلمت منه وتعلم غيري مدى التفاني في أداء المهام والمسؤوليات مهما استغرق ذلك من وقت الإنسان وجهده وصحته.. وذلك ما عرضه للكثير من المعاناة بفعل التحمل وتحدي المصاعب وتغليب جانب العمل وإيثاره بكل شيء.. •• بدر كريم.. هذه القامة الكبيرة التي فقدناها أمس وإن خلف لنا أبناء أوفياء وناجحين "ياسر.. والدكتور أيمن.. وإياد.. وأحمد.. وكذلك ابنته الدكتورة غزوة (تدرس بأمريكا)" ورصيداً هائلاً من السمعة الطيبة.. والقيم والأخلاقيات الرفيعة.. والتاريخ الإعلامي المشرف.. إلا أنه - وبكل المقاييس – ترك في نفوسنا فراغاً كبيراً نحن اهله.. وأصدقاءه.. ومواطنيه.. سنظل نذكره ونذكر معه فضائله.. وصفاته.. ومزاياه.. وإنجازاته.. داعين له بالرحمة والغفران من الله سبحانه وتعالى وراجين بأن يُجمِّل الجميع بالصبر على تحمل فراقه. •• أما الوطن.. •• أما المستمعون والمشاهدون والقراء الذين رافقوه على مدى خمسين عاماً.. فإنه سيظل خالداً في نفوسهم وداخل عقولهم.. ومشاعرهم.. •• وإذا كان هناك ما أتمنى حصوله حتى بعد وفاته فهو الاحتفاء بتاريخه الطويل وبإنجازاته التي قدمها لوطن عشقه.. وظل يمنحه عصارة حياته حتى اللحظة الأخيرة.. وعاش بسيطاً في حياته كما يعيش المكافحون والنوادر من البشر.. مكتفياً بما خلفه من سمعة ومحبة عند الجميع.. •• رحمك الله أيها العزيز الغالي.. •• وأعان اهلك وذويك على تحمل مصاب فراقك.. و"إنا لله وإنا إليه راجعون". • ضمير مستتر: •• العظماء والكبار يظلون معنا طوال حياتنا حتى إن فارقونا بأجسادهم..

مشاركة :