لا يقبل رياضي عاقل مشاهدة لاعب كرة قدم أو مسؤول في الجهازين الفني والإداري يضرب أو يبصق على مشجع بالطريقة المخجلة التي شاهدنا عليها عبدالغني ومحمد عيد والراهب وناصر الشمراني أثناء صعودهم لمنصة التتويج في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، كان التنافس بين النصر والهلال رائعا داخل الميدان، وتحوُّل الكأس الذهبية من طرف لآخر في اللحظات الأخيرة لم يكن ليؤدي لأي شيء خارج عن النصّ؛ بل إن رئيس النصر هنأ الهلاليين بالفوز، ولاعب الهلال الخلوق سلمان الفرج ارتدى الشال "الأصفر" وتوجه في غمرة الفرح الهلالي صوب النصراويين لمواساتهم وشكرهم على مشاركتهم في تقديم نهائي تاريخي، ما حدث أثناء الصعود لا يليق بهذين الناديين الكبيرين، ولا بتاريخهما وهما اللذان صعدا منصات التتويج كثيرا أبطالا أو لاستلام ميداليات المركز الثاني، ما فعله عبدالغني غير مبرر، وبسببه تجرأ محمد عيد والراهب للاعتداء على مشجعين، هي بالتأكيد ردة فعل، والتنظيم لم يكن جيدا، لكنهم ليسوا وحدهم من يتعرض لهتافات في مثل هذه المواقف، أما ناصر الشمراني فتاريخه القريب يحكي قصة مع مشجع للمنتخب ومواقف أخرى محلية وآسيوية، تؤكد عدم قدرته في السيطرة على أعصابه، ولو أن كل نجم كرة قدم سمع كلمة مسيئة من المدرج بادر للتوجه لأخذ حقه بيده لشاهدنا معارك خارج الملعب في الدوري السعودي وفي كل ملاعب العالم. النصراويون الذيم هاجموا قرار إيقاف وتغريم لاعبيهم لا يعتقدون بعدم استحقاقهم هذه العقوبات، بل إن الفكرة تتركز في آلية هذه العقوبات، وعدم مساواة لاعبيهم بآخرين يرتكبون الأخطاء ذاتها، وهو ما يجعلنا نعيد الحديث لقضية الكيل بمكيالين، وتأثيراته السلبية في إذكاء التعصب الرياضي، كثيرون تطرقوا لخطورة البرامج الرياضية الحوارية، وما فيها من تأجيج وتعصب مقيت، لكن الأخطر برأيي هو التباين في قرارات اللجان، وخصوصا لجنة الانضباط تجاه قضايا مشابهة، تطبيق اللائحة بحذافيرها تجاه تصرف لاعب أو مدرب، بل ربما تتخذ قرارات من دون اعتماد الآلية المتبعة (كاميرات الناقل الرسمي فقط)، وتطنيش صور مشابهة لآخرين، وهذه الفوضوية في التعاطي مع الأحداث هي من تغذي التعصب وتشعل الوسط الرياضي الذي تحدث ساعات عن جماليات النهائي الرائع، وأياما عن عقوبات لاعبي النصر، ومطالبات بتطبيق عقوبة مماثلة لشمراني الهلال. أما حسين عبدالغني وناصر الشمراني فأظن أن النصر والهلال أكبر منهما، العملاقان ليسا بحاجة لمن يساهم في تشويه صورتهما، على الصعيد الفني خدم عبدالغني فريقه في وقت كان بحاجة لخبرته، وقاده لبطولتي دوري وكأس ولي العهد وهو جهد يشكر عليه، مستواه في هبوط واضح، ومن المهم أن تكون الإدارة النصراوية شجاعة لتقنعه بالاعتزال، والمباريات الست التي سيغيبها بداية الموسم الجديد ستمكن الظهير الجديد عكاش من الانسجام مع المجموعة، أما الشمراني فلم يسجل أي إضافة للهلال منذ ارتدائه الشعار "الأزرق"، وخذل جماهيره في مناسبات هامة، وأوقف انضباطيا في دوري أبطال آسيا، وأولى خطوات نجاح الإدارة الجديدة الاستغناء عنه والتعاقد مع مهاجم أجنبي يعيد القوة للهجوم الهلالي.
مشاركة :