رغم أن القمة الأفريقية رقم 25، التي تنطلق اليوم في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، تحمل شعار «عام تمكين المرأة والتنمية»، فإن موضوعات أمنية، وعلى رأسها التهديدات التي تمثلها جماعة بوكو حرام في نيجيريا، وأزمة الهجرة غير الشرعية، والأوضاع المضطربة في دولة بوروندي، سيكون لها حيز كبير من مناقشات القادة. ADVERTISING وتحتضن جنوب أفريقيا القمة اليوم وغدا، في حضور عدد كبير من الرؤساء وممثلي دولهم. ورغم غياب عدد من الرؤساء خاصة من دول شمال أفريقيا، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة والتونسي الباجي قائد السبسي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وبطبيعة الحال رئيس دولة ليبيا الذي يشهد منصبه شغورا منذ ثورة فبراير (شباط) 2011 حتى الآن، فإن رؤساء حكومات هذه الدول كلفوا لحضور القمة. ومن المقرر أن تبدأ القمة بكلمة ترحيب من رئيس زيمبابوي رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، روبرت موغابي، ثم كلمة نكوسزانا ديلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، تعقبها كلمة ترحيب من جاكوب زوما رئيس دولة جنوب أفريقيا، إضافة إلى كلمات رؤساء الوفود المشاركة. كما تشهد القمة حضورا لافتا للرئيس السوداني عمر البشير، رغم التهديدات بالملاحقة من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وشهدت أعمال القمة جلسة مغلقة صباح اليوم، وتحدثت مصادر دبلوماسية عن أن القادة يبحثون عن حلول توافقية حول بعض المواضيع الشائكة قبل الجلسة المفتوحة. ومن المقرر أن تكون هناك كلمات لضيوف القمة، وعلى رأسهم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الفلسطيني محمد عباس (أبو مازن)، الذي وصل أمس إلى جوهانسبرغ بصحبة وفد رفيع يضم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب مداخلتين أمام القمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، إحداهما خلال مناقشة الموضوع الرئيسي للقمة، وهو «إطلاق عام 2015 كعام لتمكين المرأة والنهوض بها نحو تنفيذ أجندة 2063»، حيث تم اختيار مصر للتحدث نيابة عن إقليم شمال أفريقيا، وكل من رئيس رواندا عن إقليم الشرق، ورئيسة ليبيريا عن إقليم الغرب. إضافة إلى كلمة أخرى عن تغير المناخ. ويتوقع على نطاق واسع أن تستحوذ ملفات أمنية على اهتمام قادة أفريقيا في اجتماعهم الرفيع، ومن بين تلك الملفات الأزمة الناشبة في دولة بوروندي منذ إعلان الرئيس بيير نكورونزيزا عن ترشحه لفترة ولاية ثالثة، وما تلا ذلك من احتجاجات ومحاولة انقلاب، إضافة إلى التهديد المستمر الذي تواجهه دول غرب القارة خاصة نيجيريا من جماعة بوكو حرام الإرهابية التي أعلنت مبايعة تنظيم داعش. كما سيتطرق القادة إلى قضية الهجرة غير الشرعية، سواء عبر دروب القارة السمراء، أو إلى دول أوروبا عبر البحر المتوسط، والتي تستحوذ على اهتمام دولي واسع نظرا لتفشيها خلال الأشهر الأخيرة، وسقوط آلاف الضحايا غرقا في مياه المتوسط.
مشاركة :