عزاء القيادة في شهداء القديح والعنود

  • 6/15/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

العلاقة بين قيادة بلادنا وشعبها تتجاوز مسألة التكليف بالولاية والرعاية إلى مضمون إنساني عميق يتوافق مع مقتضيات الأسرة الواحدة، وذلك أمر يمكن استخلاصه عبر كثير من المواقف في حالتي الفرح والكَرَه، فهناك تواجد مستمر للقيادة بجميع مستوياتها مع المواطنين في جميع مناسباتهم تأكيدا لمبدأ اللحمة وتعاضدا في الأحوال كافة. ليس هناك تمييز بين المواطنين في فكر قيادتنا، وذلك ليس مطلوبا استراتيجيا في سياسة الناس وحسب وإنما هو جوهر أصيل نشأنا عليه منذ توحيد هذه البلاد، والفروقات الطبيعية بين البشر في مذاهبهم ومعتقداتهم واثنياتهم وتنوعهم القبلي يذوب تلقائيا في التعاطي الذي تبذله الدولة لأجل مواطنيها بحيث يتساوون جميعا في رؤية القيادة. تعزية القيادة في شهداء حادثتي القديح والعنود الإرهابيتين جاءت من أعلى مستوى بدءا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ووزير الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز. وتلك التعزية جزء من منظومة التواصل التلقائي مع المواطنين واشعارهم بدفء العلاقة التي تربط الجميع في قالبهم الوطني دون تمييز أو تصنيف، فهي مسألة قرب وبقاء متكاتف لأجل الوطن، وهو ذات الأمر الذي ينبغي أن يشاع في المستويات القاعدية باعتبار أن القيادة هي قدوتنا في منهج تفكيرنا الوطني والاجتماعي. التعزية ليست قضية بروتوكولية وإنما هي واجب يتم لجزء من هذا الشعب تضرر بمصيبة تتعداه إلى كل الوطن، وهي وإن استحقت المبادلة بالشكر والتقدير، إلا أن المصاب يمس القيادة أيضا لأن الضحايا أبناؤها واخوانها، ولا يمكن فصل أبناء العائلة الوطنية تحت أي ظرف، فحالتنا المجتمعية التي تتلازم مع نظيرتها الوطنية من الحالات الاستثنائية في مسيرة الشعوب ونادرا ما نشاهد استمرارا لعلاقة قيادية وشعبية على مسار واحد ملتزم ومتزن كما يحدث في بلادنا. من الضروري أن نتعامل مع القيادة بما يتسق مع طموحاتها ومسؤولياتها تجاه الجميع، لأن الثابت أن ما يسيء لمواطن واحد تتعامل معه القيادة كضرر يصيب كل المواطنين، وحين تحدث اختراقات مأساوية على نسق ما حدث في القديح والعنود، فإن ذلك لا يستهدف شريحة بعينها بقدر ما هو محاولة للإضرار بالوحدة الوطنية وفك الارتباط بين القيادة والشعب، لذلك نقدر ونثمن كمواطنين تواجد قيادتنا بجانبنا في جميع الظروف تواسي أو تبارك، فذلك عمق لا يتمتع به كثيرون غيرنا. كاتبة

مشاركة :