يعود السيناريست محمد أمين راضي لعالم الدراما من جديد بعد انقطاع دام سنوات طويلة، بعد آخر أعماله "أفراح القبة"، بمسلسل "مملكة إبليس" الذى رغم عرضه على إحدى المنصات الإلكترونية حقق نجاحا كبيرا، وسط إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والعمل هو فانتازيا شعبية من خلال أحداث خيالية ليس لها علاقة بالواقع داخل حارة شعبية.أكد «راضي» أن كل الشخصيات بلا استثناء حقيقية بشكلها وسلوكياتها، لقد قابلت على مدى حياتى كل هذه الشخصيات الموجودة داخل العمل وأسمائهم أيضا حقيقية مثل "الخواجة" و"العجوز" وغيرهما، لكن كان كل منهم في زمن أو مكان مختلف. وأضاف قائلا: فكرة العمل جاءتنى منذ عام 2011، حينما قرأت خبر عن البطة التى تم الإمساك بها وهى تحمل ميكروفيلم، من هنا ولدت فكرة التعامل بشكل عبثى مع هذه اللحظة، حتى تطورت وظهر هذا العمل للنور، وكان محمد ياسين نصحنى بالتوجه للكتابة الكوميدية منذ سنوات، ولكن كنت خائفا من الخوض في هذا النوع من الكتابة، وبما أن خطواتى في الدراما أكثر ثباتًا من السينما، فلم أركز جهدى على الكتابة الكوميدية، وأثناء كتابة العمل كان في ذهنى هذا النوع من الكوميديا القائم على الموقف، وخدم العمل كونه يدور في أجواء فانتازيا وعبثية أكثر من الميلودراما.وأوضح أن وجود الأنيميشن في المسلسل خلق أجواء من الكوميديا السوداء، حيث يخرج أهل الحارة جثة على سبيل المثال باعتبار أنها لم تمت، فهناك سبب درامى، وسبب فنى وسبب تسويقى، والسبب الدرامى هو الرئيسى، وكان يجب أن نجد له حلًا، ألا وهو إخراج جثة دفنت منذ 3 أيام، وكان ذلك أمرًا محيرًا، فكان البحث عن المبرر الدرامى وتوظيف الأدوات البصرية.وبسؤاله عن سر تقديمه للشخصيات الشريرة وتعاطف الجمهور معها، رد قائلًا: لأننى اعتمدت على أن يكون الأبطال الرئيسيين أشرار، وعرض الشر له مبررات، فهم ليسوا أشرار في المطلق، ورغم ذلك أحاول في كل عمل أن أضع حدودا بين التعاطف أو أننا نندمج مع الشخصيات ونعيش معها. وعن توليفه ما بين الغناء والحوار في أعماله قال: في الأعمال السابقة مثل "نيران صديقة" يمكن تغيير الأغنية فلا يتأثر المشهد، بينما في "مملكة إبليس" هناك ارتباط عضوى بين الأغانى والحوار ما يصنع المشهد؛ فإذا تغيرت الأغنية اختل المشهد لأنها تجسد الحارة الغريبة ومزاجها. وسبب اختيار أغانى سعاد حسنى في المشاهد هو إهداء لها ولروحها، وله ارتباط بملامح شخصية "حماصة" الذى سنتعرف عليه في الفصل الثانى من المسلسل، لماذا يحبها؟، والرسالة التى أردت إيصالها للجمهور هى أن الطبقات الفقيرة ليست بالضرورة ذات ذوق سيئ، فهناك فارق كبير بين العشوائيين وبين الفقراء ومن ينتمون إلى أحياء شعبية. ما أود التأكيد عليه أن الأحياء الشعبية فيها من يسمع موسيقى وله ذوق رفيع.وعن تكرار وجود شخصية رجل الدين في أعماله، قال: نعم.. أعرض السلطة والدين في أعمالى، لأنهما جزء لا يتجزأ من هذا الواقع، وهناك صراع واضح وصريح بينهما، لذلك لا بد أن أعرض هذا الأمر حتى لو أقدمه بشكل فانتزى أو خيالي.وعن إظهار رجل الدين بشكل سلبى في المسلسل، قال: لست متعمدًا، والمثال الموجود في المسلسل لا يمكن تعميمه، ولكن هذا النموذج موجود أيضا، فهناك البعض من رجال الدين الذين يسيطرون على المجتمع بالخدع وصناعة الوهم، وفى "مملكة إبليس" أسطورة الأساطير هى صناعة الوهم الأكبر في التحكم على المجتمع والشعب والآخرين.
مشاركة :