مع الإيذان بدخول فصل الربيع، تبدأ أعراض حساسية الربيع أو حساسية الأنف الموسمية في الظهور على مرضاها في نفس الفترة من كل عام؛ لتؤرق حياتهم؛ لما تسببه من تأثير على الأداء في العمل أو المدرسة، وتتعارض عمومًا مع حياة المصاب بها. ولكن في هذه الفترة الحرجة من عمر البشرية، ومع تفشي جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، وللمفارقة؛ فإن الإصابة بحساسية الأنف قد يكون خبرًا سعيدًا لدى البعض؛ عَوِضًا عن الإصابة بفيروس كورونا؛ وذلك لتشابه أعراض الحساسية مع أعراض (كوفيد-19).. ولكن كيف تستطيع التمييز بينهما.. ذلك ما ستجيب عليه السطور التالية. الأعراض بحسب موقع منظمة "مايو كلينك"؛ فإن السبب وراء حساسية الأنف الموسمية هو رد الفعل التحسسي تجاه المثيرات الداخلية أو الخارجية للحساسية، مثل: حبوب اللقاح، أو عثة الغبار، أو جزيئات متطايرة من جلد أو لعاب القطط والكلاب وأي حيوانات أخرى من ذوات الفراء أو الريش (وبر الحيوانات الأليفة). أما عن أعراضها، فيقول دكتور روبرت بوخالسكي، وهو طبيب للأنف والحنجرة في ولاية كارولينا الجنوبية لموقع "واتش فوكس 57" مبينًا الفارق في الأعراض الشائعة: "أعراض الحساسية الشائعة هي موسمية بشكل عام، وعادة ما تكون أعراض حساسية الأنف محدودة للعينين والأنف في الغالب". ويضيف: تكون من أعراضها غالبًا (حكة العين، وحكة الأنف، وسيلان الأنف، والعطس المتكرر، واحتقان الأنف)، وتلك هي الأعراض المميزة للحساسية، دون التأثير على الجسم بالكامل. كيف تميز بينهما؟ ولكن كيف يمكن التمييز مع تشابه أعراض الفيروسات التاجية والإنفلونزا وحساسية الأنف، يقول "بوخالسكي": "تتداخل أعراض الأنف بشكل كبير بين الفيروسات التاجية والإنفلونزا والحساسية". مضيفًا: "يسبب كورونا عدوى في الجهاز التنفسي السفلي؛ لذا تشعر به أكثر في صدرك ورئتيك، وهذا يختلف عن عدوى الجهاز التنفسي في الجزء العلوي من الجسم، والتي تسبب سيلان الأنف واحتقانها". ويتابع: "أول شيء يجب أن تبحث عنه هو موقع الأعراض. إذا كانت هناك أعراض تتجاوز مجرد العيون والأنف، فهذا يسبب لك القلق بشأن فيروس الإنفلونزا أو كورونا، وتشمل تلك الأعراض ارتفاع درجة الحرارة مثل الحمى أو الصداع، وآلام العضلات فهي أيضًا أمر شائع جدًّا، كذلك فإن أي شعور عام بالضيق أو التعب هو من الأمور الشائعة مع كورونا ولا تراه بالضرورة مع الحساسية". ويشير الطبيب الأمريكي إلى أنه يمكن أن تخبرنا المدة التي تستمر فيها الأعراض، بالمزيد حول حقيقة كون الأمر مجرد حساسية أنف أم كورونا، وفي هذا الصدد يذكر: "تختلف مدة الأعراض؛ لذا تميل مدة أعراض الحساسية إلى التلاشي بمجرد زوال المحفزات، أو بعد بضعة أيام، أو بعد تناول الأدوية لعلاج الأعراض؛ في حين أن أعراض الأنفلونزا أو كورونا ستستمر على الرغم من ذلك". وفي كلتا الحالتين ينصح "بوخالسكي" بالمداومة على غسل اليدين، ومحاولة عدم لمس الفم أو العينين للمساعدة في وقف انتشار فيروس "كورونا المستجد".
مشاركة :