من منا لا يعرف العندليب ؟! من جيلى بالطبع ، فأنا أراهن على أن الأجيال الجديدة لا تعرف من هو عبد الحليم حافظ الملقب بالعندليب .. وربما هم لا يقرأون ما أكتب .. حتى يتعرفوا على أيقونة الحب الخالدة .. وأعتقد أنهم لا يعرفون معنى أيقونة .. وربما لا يعرفون الحب. الحب فى زماننا مرتبط بسرعة الإنترنت .. وانتشار «التريند» .. وغير ذلك من المصطلحات التى ملأت حياتنا المتلاحقة والتى أفقدتنا تذوق طعم الحياة .. نحن فقط نبلع أيامنا ونهضمها لنعيش «تريند» آخر .. هكذا تمضى أيام الزمن الحالى . لهذا .. فأنا مستمتعة جدًا بأيام الحظر .. بالطبع لست سعيدة بها لأنها تحمل قلق الانتظار وتوتر متابعة انتشار المرض أو انحساره .. لكننى فى الواقع أحاول الاستفادة من فترة الحبس الإجبارى للتأمل فى أحوالنا المصرية . وكالعادة .. مر يوم 30 مارس ممتعًا بحضور صوت عبد الحليم الرائق طوال اليوم .. وتبعه 31 مارس وحليم حاضرًا وبقوة .. لذلك وجدتنى أكتب للأجيال الجديدة لعلّ منهم من تقع عيناه على مقالى هذا فى موقع التواصل الشهير (facebook) ويدفعه الفضول ليعرف «السوبر ستار» الذى لا يغيب ولا يموت . عبد الحليم حافظ من مواليد الشرقية عام 1929 ، وغاب عن دنيانا فى 30 مارس 1977 .. ظهر كمطرب معتمد فى الإذاعة المصرية عام 1951 .. وتألق كمطرب عام 1953 .. وبحسبة بسيطة .. نجد أن عبد الحليم حافظ عمره الفنى 25 سنة .. قدم خلال هذه السنوات 16 فيلما سينمائيا .. تعد كلها من كلاسيكيات السينما الغنائية الدرامية فى حياتنا الفنية .. ومن الصعب ألا تتذكر أغانى أفلام هذا الفنان غير المتكرر .. متفوقًا على كل المطربين من جيله الذين خاضوا تجربة السينما .. على اعتبار أن السينما ذاكرة الأمة . ترك عبد الحليم للفن الغنائى ما يزيد على 230 أغنية ما بين عاطفى ووطنى .. فكان أصدق وأكثر من أطرب للحب والوطن .. هذا هو عبد الحليم حافظ . وقد يظهر هنا سؤال مهم يفرض نفسه .. لماذا استمر عبد الحليم مطرب مصر الأول على مدى 43 سنة .. والإجابة تتلخص فى كلمة واحدة .. الصدق . لقد كان عبد الحليم فنانًا صادقًا .. يثق بموهبته ولا يغتر بها ... يحافظ على فنه بالبحث الدائم عن الكلمة الجميلة واللحن البديع والفكرة الخالدة .. لهذا استمرت أعماله تعبّر عن كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان .كل واحد منا .. إذا ما عاد بذاكرته لأيام مختلفة من حياته .. سيجد لكل موقف عاشه وعايشه وترك بداخله بصمة أو ذكرى .. لحليم أغنية مرتبطة بهذا الموقف .الحب الأول .. الغدر .. النجاح .. الزواج .. عيد الميلاد .. الهزيمة .. الانتصار .. كل تفاصيل دفتر أحوال الوطن مسجلة على شريط صوت العندليب الأسمر . جربوا استدعاء أى أغنية لحليم .. واسرحوا بخيالكم ... حتمًا ستعودون لذكرى فى حياتكم . هذا هو السبب الأهم لبقاء عبد الحليم حافظ ( العندليب) مطرب مصر الأول .. ونجم الغناء الخالد .