قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، إن الأزهر وجامعات العالم فقدت كلها اليوم عالمًا ومفكرًا إسلاميًّا كبيرًا الدكتور حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء أثرى المكتبة العلمية بمؤلفاته القيِّمة التي طالما تغذت عليها عقول الباحثين وأقلامهم في الشرق والغرب، وقد ترك مسيرة علمية وعملية سيذكرها التاريخ بكل فخر، بدأها في معهد أزهري ثم جامعة الأزهر وجامعات أوروبا وختمها عضوًا في هيئة كبار العلماء ومفكرًا ملأ الدنيا بفكره وعلمه. وأضاف الطيب في بيان له: لله وللتاريخ أشهد أنك كنت الإنسان المترفع عن كل الصغائر، والعالم الكبير الشديد التواضع، وجميعُ المناصب العلمية والرسمية التي تقلدتها هي التي سعت إليك، وأُشهد الله أنك لم تسعَ إليها، وكنت مدرسةً في العلم والخلق الرفيع والإنسانية العليا يندر تكرارها في هذا الزمان. فوداعًا أيها الأستاذ الكبير محمود حمدي زقزوق، المفكر الزاهد، والفيلسوف الفقيه، والعالم العابد. نعى بيت العائلة المصرية بقيادة رئيسيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجميع أعضاء بيت العائلة المصرية، ببالغ الحزن والأسى العلامة الكبير وداعية التعايش السلمي في ظلال المواطنة الوارفة العالم و الفيلسوف الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجلس حكماء المسلمين، والأمين العام لبيت العائلة المصرية.ويقدم بيت العائلة المصرية بخالص العزاء لأسرته ولطلاب العلم من تلامذته في مصر والعالم، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وأصدقاءه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان وأن يجعل ما قدمه من علم نافع في صحيفة حسناته.يبدأ مجمع البحوث الإسلامية عبر موقعه الإلكتروني على بوابة الأزهر الإلكترونية في نشر مجموعة من كتب المفكر الإسلامي الراحل الدكتور محمود حمدي زقزوق رحمه الله والتي نُشرت ضمن السلسلة العلمية للمجمع، حيث يبدأ النشر بكتاب الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري.وقال د. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن نشر تلك الكتب يستهدف إبراز الجهود العلمية للمفكر الإسلامي الراحل د.حمدي زقزوق، حيث يتناول الكتاب مدخل تاريخي حول نشأة الاستشراق وتطوره، والربط بين الاستشراق والاستعمار، ثم ينتقل إلى الحديث عن موقف المستشرقين من الإسلام مع عرض لأعمالهم وأهدافهم وبيان منهجهم.كما يتناول الكتاب نماذج من آراء المستشرقين حول الإسلام ككل وبعض قضاياه كالقرآن، والسنة النبوية، والشريعة الإسلامية، والفلسفة الإسلامية، ويختم ببيان الموقف من الاستشراق، والتأكيد على متطلبات الصراع الفكري.وعُرف رحمه الله بنبوغه منذ الصغر، وحاز المراكز الأولى في مراحله التعليمية حتى حصل على شهادة الليسانس عام ١٩٥٩م، ثم سافر إلى ألمانيا والتحق بعدد من كبريات جامعاتها وحصل على الدكتوراة منها، كما عين عميدا لكلية أصول الدين بالقاهرة، وشغل منصب وزير الأوقاف المصرية لمدة خمسة عشر عاما. كما عني رحمه الله بالجانب العلمي فأنجز عدة مشروعات علمية كبرى أثناء توليه وزارة الأوقاف، وصدرت في عهده عدة موسوعات متخصصة، وعمل على نشر الوعي العلمي والفهم السديد للإسلام، وألف العديد من المؤلفات المتخصصة التي تخدم طلاب العلم في شتى بقاع العالم.من جانبه نعى الدكتور شوقى علام ،مفتى الجمهورية، إلى الأمة الإسلامية والعالم، وفاة المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق - وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو مجلس حكماء المسلمين - الذي وافته المنية مساء اليوم الأربعاء .وقال مفتى الجمهورية أن التاريخ سوف يذكر بحروف من نور الجهود التى قام بها العالم الكبير الدكتور محمود حمدى زقزوق ، وسعيه لنشر المفاهيم الدينية الصحيحة ، وجهوده العلمية وغزارة الإنتاج الفكري والقانوني ، مشددا على أنها ستظل علامة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع .
مشاركة :