الكويت أول ابريل 2020 (شينخوا) أصبحت المعلمة الكويتية دونا أحمد (29 سنة)، تقضي المزيد من الوقت مع عائلتها منذ تعليق الدراسة وبقائها في الحجر المنزلي ضمن اجراءات وقائية فرضاتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وتحاول دونا كغيرها من الكويتيين، التكيف مع ظروف الحجر المنزلي الذي شكل فرصة للكثيرين إما لمزيد من التقارب الأسري أو تعلم مهارة جديدة أو ممارسة أنشطة منزلية. وتؤكد دونا أحمد لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن فترة الحجر الصحي كانت فرصة جميلة لإمضاء وقت أكبر مع العائلة بعيدا عن ضغوطات الحياة. "كلما بقيت في المنزل لفترة أطول، كلما كنت أكثر إبداعًا مع عائلتي"، تقول دونا. وفي بداية الأمر، كانت دونا سعيدة بقرار تأجيل الدراسة، لكن مع استمرار هذا التأجيل بدأ الشعور بالملل يتسلل إليها بسبب جلوسها لساعات طويلة دون عمل. وأمام هذا الوضع، لجأت دونا إلى تعلم هوايات جديدة. وتقول المعلمة الكويتية "في البداية تعلمت الخياطة لكنني فشلت وأتلفت بعض الملابس". وتضيف "في النهاية كانت هواية الطهي هي الجواب الأمثل مما جعلني أبحث عن وصفات جديدة يوميا حتى لا أَصاب بالملل من الطعام أيضا". وشرعت الكويت منذ نهاية فبراير في اتخاذ سلسلة من الاجراءات الوقائية لمجابهة فيروس كورونا، حيث قررت السلطات إغلاق جميع المجمعات التجارية ومراكز التسوق والمطاعم والمقاهي باستثناء مراكز التسويق الخاصة بالمواد التموينية. كما تم تأجيل العودة الى المدارس إلى شهر أغسطس القادم. وشملت الاجراءات إغلاق مراكز الترفيه والتسلية الخاصة بالأطفال والصالونات النسائية والرجالية كافة، مع فرض حظر جزئي نتيجة عدم التزام البعض بتعليمات وزارة الصحة, الأمر الذي غير حياة وعادات الكويتيين والمقيمين في البلد. ومع التزام الحجر المنزلي، لم يعد المطبخ حكرا على النساء فقط. فقد انضم مصطفى عزت (41 عاما)، وهو بائع كويتي، إلى دونا وبدأ رحلته في عالم فنون الطهي. وقال عزت "لم يعد لي عمل في الوقت الحالي، ولا مكان نستطيع الذهاب إليه للترفيه عن أنفسنا كالمقاهي وغيرها، لذا بدأت بمساعدة زوجتي في المطبخ". وتابع "أدركت أن إعداد الوجبة يستنزف الكثير من الوقت والجهد، فلقد قمت بحشو أوراق العنب ولفها في الأسبوع الماضي وكان الجزء الأسوأ في الأمر هو طي الورقة لأنها يمكن أن تتمزق بسهولة إذا لم تضع كمية الحشو المناسبة". وجعل اعتياد البقاء في المنزل كربة بيت، سوزان الساكت (39 عاما) قنوعة بضرورة الحجر الصحي. ولم تشكل القرارات الاحترازية السابقة تحديا للساكت، لكن بدأت المشكلة حين تم حجر الزوج في المنزل. وأوضحت "بسبب إغلاق صالونات الحلاقة، قام زوجي بقص شعر ابني الكثيف وانتهى الأمر إلى وجود طفل أصلع في المنزل". من جهتها، رأت مينا حجازي (23 سنة) وهي خريجة جديدة، أن فترة الحجر الصحي وقت ثمين يجب استثماره واستغلاله. وقالت حجازي لـ ((شينخوا))، ان فترة الحجر الصحي هذه وفرت إلى حد كبير وقتا للأفراد لممارسة هواياتهم المنسية. وخسرت حجازي عملا جديدا كانت على وشك البدء فيه بسبب الظرف الحالي، لكنها لم تيأس وتستسلم بل بدأت بالتسجيل في دورات مهنية عبر الإنترنت لتعلم مهارات ولغات جديدة يمكن استغلالها في المستقبل. وأضافت "هدفي الحالي هو تعلم اللغة الفرنسية التي لطالما أردت البدء بها، وأعتقد خلال الشهرين المقبلين يمكنني تعلم الكثير منها". وبالنسبة لحجازي، فإن هذه الأزمة يمكن تحويلها إلى فرصة تعليمية لا تفوت إذا أردنا. وفي الفترة الأخيرة، كان لمواقع التواصل الاجتماعي دورها الكبير وتأثيرها القوي على حياة الأفراد، حيث لجأ البعض الى "التحدي الرياضي" لكسر ملل الحجر الصحي للحفاظ على لياقتهم. فيما قام آخرون بإنشاء تحدي (أبقى في البيت)، لمساعدة الناس على تقبل البقاء في المنزل واجتناب الزحام. وارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في الكويت اليوم الى 317 حالة بعد تسجيل 28 حالة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما ارتفع عدد حالات الشفاء الى 80 حالة.
مشاركة :