باريس - أودى فايروس كورونا المستجد بأكثر من 45 ألف شخص في العالم ثلاثة أرباعهم في أوروبا، في وقت تبدو الولايات المتحدة مهددة باجتياح من الوباء الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة تواجهها البشرية منذ 1945. والأربعاء، أعلنت إسبانيا البلد الثاني الأكثر تضررا بالوباء في العالم تسجيل عدد قياسي يومي جديد بلغ 864 وفاة في 24 ساعة، متجاوزة بذلك عتبة تسعة آلاف وفاة. ومنذ بدء انتشار الفايروس في الصين في ديسمبر، سجلت أكثر من 830 ألف حالة رسميا في العالم، أكثر من نصفها في أوروبا، و189 ألفا في الولايات المتحدة وأكثر من 110 آلاف في آسيا. ومن أجل وقف انتشار فايروس كورونا المستجد، دعي أكثر من 3.75 مليار شخص، أي 48 في المئة من سكان العالم إلى البقاء في منازلهم. مجزرة صامتة لكن المناطق الأشد فقرا تواجه صعوبات جمة كما في جنوب أفريقيا، البلد الأكثر تضررا في القارة السوداء (1400 إصابة رسميا وخمس وفيات). فعند أطراف مدينة الكاب، يعيش مئات الآلاف من الأشخاص داخل أكواخ من الطين حيث لا مياه ولا مراحيض ولا كهرباء. وأدى الإغلاق التام في الهند إلى ظهور عناصر الشرطة في مواقف مختلفة رصدتها مواقع التواصل الاجتماعي. فأحيانا يرقصون في الشوارع وهم يضعون خوذا ملونة ترمز إلى فايروس كورونا، وأحيانا أخرى ينهالون على المارة بالضرب. وفي كينيا، اعتذر الرئيس أوهورو كينياتا عن “مبالغة” قوات الأمن في اللجوء إلى العنف لفرض احترام الحظر الليلي. وفي إيطاليا، التي سجل فيها أكبر عدد من الوفيات (أكثر من 12 ألفا و400 خلال شهر ونيف)، بدأت إجراءات العزل تؤدي إلى نتائج “مشجعة” بعد ثلاثة أسابيع. إسكوا: 8 ملايين في العالم العربي سيقعون في براثن الفقر بسبب كورونا إسكوا: 8 ملايين في العالم العربي سيقعون في براثن الفقر بسبب كورونا لكن سجلت 837 إصابة جديدة خلال 24 ساعة في البلاد ويبدي الأطباء الإيطاليون قلقهم حيال المتعافين الذين يغادرون المستشفى حين يطمئنون إلى أن لا خطر يهدد حياتهم رغم أنهم قد ينقلون العدوى إلى آخرين. وسجلت المملكة المتحدة في يوم واحد 563 وفاة إضافية بفايروس كورونا، في عدد قياسي جديد يظهر تفشيا كبيرا للوباء ويرفع الحصيلة الإجمالية في البلاد إلى أكثر من ألفي وفاة. وتجاوزت إيران، الأربعاء، سقف ثلاثة آلاف وفاة؛ فيما تواجه الولايات المتحدة، حيث تطبق إجراءات العزل على ثلاثة أرباع الأميركيين تقريبا، خطر أن تصبح البؤرة الجديدة للوباء. فقد طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مواطنيه الاستعداد، على غرار أوروبا، لأسابيع “مؤلمة جدا”. وتوقع البيت الأبيض أن يؤدي المرض إلى وفاة ما بين مئة ألف و200 ألف شخص في الولايات المتحدة، مع القيود الحالية، مقابل 1.5 مليون إلى 2.2 مليون لو لم يتم اتخاذ أي إجراءات. وفي المنطقة العربية حذرت منظمة لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا) من أن أكثر من 8 ملايين في العالم العربي سيقعون في براثن الفقر بسبب كورونا. وأوردت اللجنة في دراسة نشرتها بعنوان “فايروس كورونا: التخفيف من أثر الوباء على الفقر وانعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية” أن “عدد الفقراء سيرتفع في المنطقة العربية مع وقوع حوالي 3 ملايين شخص إضافي في براثن الفقر”. ونبّهت إلى أنه “نتيجة لذلك، من المتوقع أن يزداد أيضا عدد الذين يعانون من نقص في التغذية بحوالي مليوني شخص”. واستنادا إلى هذه التقديرات، أفادت اللجنة بأنه “سيُصنَّف ما مجموعه 101.4 مليون شخص في المنطقة في عداد الفقراء، وسيبلغ عدد الذين يعانون من نقص في التغذية حوالي 52 مليونا”. واعتبرت الأمينة التنفيذية للجنة رولا دشتي في بيان أن “عواقب هذه الأزمة ستكون شديدة على الفئات المعرّضة للمخاطر، لاسيما النساء والشباب، والعاملين في القطاع غير النظامي”. ركود غير مسبوق قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الكوكب “يواجه أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة” قبل 75 عاما. وأوضح أنّ هذه الجائحة “يجتمع فيها عنصران: الأول أنّها مرض يمثّل تهديدا للجميع في العالم، والثاني هو أنّ تأثيرها الاقتصادي سيؤدّي إلى ركود لعلّنا لم نر مثيلا له في الماضي القريب”. وحذر مدراء وكالتين تابعتين للأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية من خطر حصول “نقص في المواد الغذائية” في السوق العالمية بسبب الاضطرابات في التجارة الدولية وسلاسل الإمدادات الغذائية جراء تفشي الفايروس.
مشاركة :