تفرض النمسا والعديد من الدول المجاورة الآن ارتداء الكمامة أو الأقنعة في المتاجر أو الأماكن العامة ، وهو إجراء جديد يجب أن يتكيف معه السكان، حيث يمكن أن يعاقب بالحبس كل من يخالف هذا الإجراء. أسئلة كثيرة ومواقف غريبة انتشرت بالتزامن مع دخول فرض ارتداء الكمامة أو القناع حيز التطبيق في العديد من الدول الأوروبية. في النمسا سأل موظف أمن في محل تجاري مديره "إذا قدم زبونا بدون قناع، هل يجب منعه من الدخول؟". يلخص هذا السؤال التغيير الكبير الذي سيطرأ على سلوك الناس في النمسا جراء انتشار فيروس كوفيد-19. لا يزال نادرًا في بداية الوباء في أوروبا مشاهدة المارة يرتدون قناعًا جراحيًا أو منزليًا، غير أن بعض البلدان قطعت الخطوة من خلال إصدار مراسيم إلزامية تجبر المواطنين على ارتداء الأقنعة الطبية كما هو الحال بالنسبة لسلوفينيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا منذ بضعة أيام.عراة مقنعون في جمهورية الشيك لتسهيل التكيف ونزع فتيل الانتقادات بسبب نقص الأقنعة، طلبت الحكومة النمساوية من المحلات التجارية تزويد الزبائن بالأقنعة مجانًا. وقدر الاتحاد التجاري الاحتياجات اليومية للأقنعة في البلاد بما لا يقل عن 4 ملايين قناع. في جمهورية التشيك، فرضت الحكومة غرامة مالية قدرها 10000 كرونة (366 يورو) على المخالفين ولا يتم قبول أي إعفاء. خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، استدعت الشرطة التشيكية لتطبيق قانون فرض إرتداء القناع على مجموعة من العراة تجمعوا على حافة بحيرة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة ماركيتا جانوفسكا "يمكن للمواطنين أن يكونوا بدون ملابس حيث يُسمح بذلك، لكن عليهم تغطية أفواههم وارتداء القناع".لبسا القفازات والقناع.. في يوم زواجهماالشرطة النمساوية لا تميز بين القناع الطبي والنقابهل ارتداء الكمامة في الأماكن العامة يحمينا فعلا من عدوى فيروس كورونا؟ أما في سلوفينيا فقد منع زبون من دخول أحد المحلات التجارية لأنه لم يكن يرتدي قناعاً. وفي بلغاريا صرّح رئيس الوزراء بوكو بوريسوف متعجبا "بالنسبة لبعض الناس الأمر لا يزال مزحة، هناك من يقدم الحجج السخيفة لعدم ارتداء القناع، سمعنا من يقول إن رأسه كبير جدًا لا يتوافق مع وضع القناع! ومن يقول إن القناع صغير جدًا بالنسبة لفمه". وعلى الرغم من أن الأبحاث العلمية الأولية لا توصي بتعميم ارتداء الكمامات للوقاية من نقل عدوى فيروس كوفيد-19، غير أن الأطباء يعتقدون أن ارتداء القناع يمكن أن يمنع الرذاذ الذي قد ينشر الفيروس بين الآخرين. في الصين أو هونغ كونغ أو سنغافورة، اعتاد الناس على ارتداء القناع في الشارع. وفسر عالم الانثروبولوجيا الطبية كريستوس لينتيريس من الجامعة الاسكتلندية ذلك بكون أن "صدمة" وباء السارس في 2002-2003 ساعدت في تعميم استخدام القناع وإدخاله في ثقافة المجتمع.
مشاركة :