قال رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بمجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، الدكتور محمد بن مشبب الأحمري: إن العمل "الوقائي والعلاجي والتنموي"، ثلاثة أدوار رئيسية قد تلعبها الأسرة عند إصابة أحد أفرادها بفيروس كورونا الجديد (COVID-10). وأضاف أن جميع هذه الأدوار تسهم في تعزيز السلوك نحو اتباع الممارسات الصحية السليمة، والعمل على تنشئة أفرادها منذ الصغر على ممارسة الثقافة الصحية حتى تصبح عادة يومية. جاء ذلك، خلال محاضرة افتراضية قدمها بعنوان "الدور الأسري في مواجهة فيروس كورونا المستجد"، ضمن سلسلة المحاضرات العلمية التي ينفذها مجمع إرادة بالرياض "عن بعد"، موجهة للممارسين الصحيين والمجتمع عن هذا الوباء. وقال د. "الأحمري": إن الدور الوقائي يتمثل في استغلال أوقات العزل المنزلي بالاستمتاع مع الأسرة وتخفيف مشاعر القلق لدى أفرادها، واتباع التعليمات التي تقدمها وزارة الصحة للوقاية من الوباء، والابتعاد عن الاستماع إلى الشائعات أو تناقلها، والحرص على أخذ المعلومات من مصادرها. وأشار إلى أن الوقاية الحقيقية تكمن في المعرفة والتثقيف بكيفية انتقال العدوى وطرق تجنبها، وضرورة تضافر جهود مقدمي الخدمة الصحية والتعاون مع الأسرة ووسائل الإعلام لنشر الوعي. وأوضح أن الدور العلاجي يكون من خلال العمل على إبقاء المصاب المعزول في حالة مستمرة من التواصل مع الأسرة والأصدقاء "عن بعد"؛ لما يتطلبه هذا المرض من ضرورة عزل المصاب عن المحيطين به، وبما يساعد على ضمان استقراره وهدوئه ومنع حدوث تطورات نفسية تنشأ عند دخول المصاب في حالة من الانطواء على الذات، وتقديم المساندة الوجدانية، مع تطبيق الأسرة للتوصيات العلاجية من المختصين، والتي تسهم في سرعة شفاء المصاب والعودة إلى حياته الطبيعية. وثالث الأدوار التي يمكن أن تلعبها الأسرة في حال عزل أحد أفرادها، هو الدور التنموي، ويتحقق من خلاله الاستفادة من المصاب بعد انتهاء فترة علاجه وتعافيه ليكون مصدراً من مصادر التثقيف والتوعية للمجتمع حول تجربته المرضية، ويظهر دور الأسرة هنا باحتوائه والحوار معه بتعزيز قيمة هذا العمل ومدى أثره في تقوية الجانب الروحي والمعنوي له، كما يقع على عاتقها دور في تدعيم الجانب الروحي لديه وتذكيره بالأجر من الله تعالى، لصبره وتجاوز تلك الفترة العصيبة. وتابع: "هناك جملة من المهارات تحتاجها الأسرة خلال هذه الأزمة، ومنها مهارات الحياة اليومية كالإنصات والحوار الأسري والنقد الإيجابي والتفكير والتحليل، وأخذ المعلومات من مصادرها ونحوها، ومهارة الاتصال الأسري اللفظي وغير اللفظي". وحذر رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بمجمع إرادة بالرياض، من التهويل في التعامل مع هذا الحدث؛ مما يسبب الخوف والهلع والقلق والتفكير المستمر، وخصوصًا لدى الأطفال وكبار السن، وكذلك الاستهتار في التعامل معه، وعدم التقيد بالتعليمات والتوجيهات من الجهات المختصة، مشددًا على أهمية الاتزان حتى يشعر الموجودون داخل الأسرة بالاستقرار النفسي والاجتماعي. وختم "الأحمري" بأنه في ظل هذه الأزمة، ستتأثر بعض الأسر بشكل جزئي ومؤقت نتيجة غياب أحد أفرادها؛ نتيجة الاستجابة للواجب الوطني من خلال تكليفه بالعمل الميداني في هذا الوقت؛ مما يضطر الأفراد الآخرين إلى تقمص دور معين لتغطية هذا الغياب، كما أن إصابة أحد أفراد الأسرة بالعدوى، يجعل نمط التفاعل داخلها قد ينتابه شيء من القلق والخوف الطبيعي الذي يجب ألا يتعدى ذلك.
مشاركة :