تحقيق : إيمان عبدالله آل علي حرب شرسة يخوضها «جنود الوطن» من الكادر الطبي والتمريضي ضد فيروس كوفيد١٩، وأبطالنا اليوم من كافة الجنسيات سخروا خبراتهم ووقتهم وحياتهم من أجل تقديم الرعاية الطبية للمصابين بكورونا، فلزاماً على المجتمع دعم الكادر الصحي بجميع فئاته عبر الالتزام بالتعاليم والإرشادات والبقاء في المنزل.الكادر الطبي والتمريضي القائم على رعاية المصابين بفيروس «كورونا» له كل الشكر والاحترام، على جهوده العظيمة، وحماية هؤلاء الأطباء والممرضين والفنيين مهمة، فكيف يتم وقايتهم من فيروس كوفيد١٩؟ وما هي أبرز التدابير المتخذة؟ وكيف توظف التقنيات في استمرارية تدريبهم؟ وماذا على الطبيب أن يفعل من أجل الحفاظ على طاقته؟ أكد د.مروان الكعبي «مدير إدراة الجاهزية واستمرارية الأعمال في شركة صحة» أن حماية الكادر الطبي والتمريضي أولوية، فهم خط الدفاع الأول، ونعمل على توفير وسائل الحماية الشخصية وتدريبهم، والتأكد من امتلاكهم كافة المهارات لحماية أنفسهم، فضلاً عن ذلك نعمل على توظيف التكنولوجيا لتقديم أفضل الخدمات واستثمار طاقات الأطباء والممرضين العائدين من السفر والملتزمين بالحجر الصحي المنزلي، من خلال الرد على أسئلة الجمهور حول كوفيد ١٩ وتقديم الخدمات الاستشارية.وقالت الدكتورة عائشة الظاهري رئيسة قسم التثقيف الصحي في مركز أبوظبي للصحة العامة: تم تدريب غالبية الكادر الطبي والتمريضي حول فيروس كورونا، وكيفية الوقاية منه، وتدريبهم على وسائل الحماية الشخصية والسيطرة على العدوى، وحرصنا على تدريب الأفراد الذين هم في الخطوط الأمامية للتعامل الصحيح مع الفيروس، وآلية التعامل مع الحالات المشتبه فيها، كالضباط والموظفين في المنافذ البحرية والبرية والمطارات، واستهدفنا مؤسسات القطاع التعليمية قبل إغلاق المدارس، وقطاع النقل وموظفي الصحة والسلامة، وقطاع الصناعة والمؤسسات الحكومية، والمؤسسات الدينية والفعاليات.ونظراً للتغيرات والأوضاع المستجدة والراهنة، بدأنا بالتدريب عن بعد باستهداف فئات مختلفة، وتوظيف التقنيات التكنولوجية للتثقيف عن بعد. وأوضح عادل السجواني، عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كورونا» المستجد، طبيب أسرة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الكوادر الطبية والتمريضية هم خط الدفاع الأول وهم جنود الوطن في التصدي للوباء، والكادر الطبي والتمريضي والفني والصيادلة يمرون بضغوط كبيرة جسدية ونفسية، في ظل انتشار فيروس كورونا، وزيادة ساعات العمل، ويتعرضون لمخاطر العدوى والإرهاق والتعب، والكثير منهم قد يكون مصاباً من الأساس بأمراض مختلفة كالأمراض المزمنة وبالتالي قد ينسى أن يواظب على أدويته في ظل الانشغال بالعمل، والسعي لتقديم أفضل رعاية طبية للمرضى، وساعات النوم لديه تكون أقل للالتزام بمهامه وباحتياجات أسرته، ومن الناحية النفسية لا يكون قريباً من أهله وأقاربه تجنباً لاحتمالية نقل العدوى.وقال السجواني: على المجتمع أن يدعم الكادر الطبي والتمريضي، وعلى الكادر الصحي بشكل عام أن يحرص على أن يأخذ قسطاً كافياً من النوم، والتواصل الدائم مع أهله سواء بالتواصل عن بعد أو التواصل وترك مسافة كبيرة بينه وبين أقاربه، مع الحرص على أخذ الاحتياطات الوقاية، والتغذية الصحيحة وممارسة الرياضة، وراحة البال وجلسات التأمل، ونطلب من المؤسسات الصحية دعم الكادر من ناحية الدعم النفسي وساعات العمل، ومساعدة أسر الكادر، ودعم المجتمع لهم من خلال توفير احتياجاتهم، خاصة أن منظمة الصحة العالمية صنفت مرض الإنهاك الوظيفي كظاهرة مهنية تتسبب بالعديد من الأمراض النفسية، بالتالي يجب أن نكون واعين كمسؤولين وأن ندعمهم اجتماعياً ونفسياً حتى لا ينشغلوا إلا بعملهم. وأكد د.جهاد صالح، استشاري الأمراض المعدية، أن الكادر الطبي والتمريضي يحرص على التسلح باللبس العازل من أجل حماية أنفسهم من العدوى، ويتمثل اللبس العازل بالرداء الواقي المتكامل، والقفازات، والكمام الطبي، وغطاء الرأس لوقاية الشعر، وغطاء الأحذية، وواقي الوجه.وقال الدكتور جهاد: يوجد فريق متكامل في المستشفيات للتحكم بالعدوى، ويعمل على مدار الساعة، لمتابعة الكادر الطبي والتمريضي والمسؤولين عن التنظيف وكل من يعمل في المستشفى للتأكد من التزامهم بالمعايير وبطرق الوقاية وشروط السلامة، فضلاً عن ذلك نجري فحصاً روتينياً كل أسبوعين للكادر الطبي والتمريضي الذين يتعاملون مع المرضى المصابين بكوفيد 19 مباشرة، حتى لو لم تظهر عليهم أية أعراض.
مشاركة :