يمثل مصطلحا تقنية المعلومات والتحوّل الرقمي هاجسين في رأس أيّ إدارة أو مؤسسة من المؤسسات التي تسعى إلى اللحاق بركب التقدم والتطور وإحداث طفرة في مجال الخدمات أو الأعمال التي تقوم بها. وتعد تقنية المعلومات أمرًا محوريًا في نجاح أيّ برنامج للتحوّل الرقمي؛ حيث الاعتماد عليها يضمن -بعد الله تعالى- نجاح أعمال الهيئة أو الشركة أو المؤسسة التي تسعى إلى نجاح التحوّل الرقمي وذلك من خلال ما تم التخطيط له وفي الوقت المحدد وبمعايير النجاح التي يٌراد تحقيقها. فتقنية المعلومات أصبحت الركيزة الأساسية في أيّ منظمة تعتمد عليها القطاعات الأخرى لتحقيق أهداف المنظمة. ولقد تبنت المملكة العربية السعودية رؤية خاصة بها «2030» لتكون مادةً وخارطة طريق للعمل الاقتصادي والتنموي على مستوى المملكة، وقد رسمت الرؤية التوجهات والسياسات العامّة للمملكة، والأهداف والالتزامات الخاصّة بها، لتكون المملكة نموذجًا رائدًا على كافّة المستويات. وانسجاماً مع تحقيق «الرؤية» فقد تمت إعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات العامة بما يتوافق مع متطلبات هذه المرحلة، ويحقق الكفاءة والفاعلية في ممارسة أجهزة الدولة لمهامها واختصاصاتها على أكمل وجه، ويرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين وصولاً إلى مستقبل زاهر وتنمية مستدامة، وقد كلّف مجلس الوزراء مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ومتابعة ذلك.. وبناءً على ذلك انطلقت مبادرة التحوّل الرقمي (بوابة المستقبل) كإحدى مبادرات وزارة التعليم للتحوّل الوطني 2020 الخاصة بالتحوّل الرقمي.. وقد اتخذت المبادرة من الطالب والمعلم (وهما ركنان أساسيان للعملية التعليمية) محوراً أساسياً في سعيها إلى خلق بيئة تعليمية جديدة تعتمد على التقنية في إيصال المعرفة إلى الطالب، وزيادة الحصيلة العلمية له، كما أنها تدعم تطوير قدرات ومهارات المعلمين وتحسين أدائهم. ويعدّ نظام إدارة التعلّم الإلكتروني من الأنظمة الرئيسية لبوابة المستقبل، ويكمنُ التحدي الأكبر في تطبيق أنظمة إدارة التعلّم في آلية تفعيل واستخدام هذه الأنظمة بالشكل وبعد مرور ثلاث سنوات على التطبيق الميداني للمشروع ظهرت فعاليته من خلال الأرقام الدالة على ذلك، ففي هذا العام تجاوز عدد الطلاب المليون طالب تقريباً والمعلمين حوالي مائة ألف، والمدارس 3700 مدرسة.. يتم تقديم خدمة التعلم الإلكتروني لهم من خلال بوابة المستقبل والتي حققت أكثر من إنجاز خلال هذه العوامل الثلاثة لعل من أبرزها أنه أكثر كلمات البحث عبر محرك البحث جوجل للسعوديين، كما أنها حققت حوالي 26 مليون زيارة للموقع، إلى جانب حصولها على شهادة الأيزو في التحوّل الرقمي. ومن خلال الأرقام تظهر مدى قدرة بوابة المستقبل على الإسهام في تحقيق أهداف وزارة التعليم في التحوّل الرقمي ضمن رؤية 2030، فقد نشر عبر البوابة حوالي: 800 ألف واجب إلكتروني تنوعت فيها الأسئلة والتغذية الراجعة للطلبة، 2.5 مليون محتوى تفاعلي ساعدت الطلبة على استيعاب المادة المقررة، 600 ألف غرفة نقاش عبّر فيها الطلبة عن وجهة نظرهم وتفهمهم للمادة العلمية التي يدرسونها وإبراز قدراتهم على التفكير الفردي والجماعي، 400 ألف اختبار إلكتروني تم تصحيحهم وربطهم بمستويات الطلبة وتقديم التغذية الراجعة الفورية للطلبة والمعلمين في نفس لحظة ضغط الطالب/ة لزر التسليم، 27 ألف فصل افتراضي خارج الدوام المدرسي عمل من خلالها المعلمون على تهيئة الطلبة للاختبارات واستثمار التقنية في الوصول للطالب في أيّ وقت ومن أيّ مكان وبدون مدة زمنية محددة. وحرصاً على الاستفادة مما توفره بوابة المستقبل من خدمات وأدوات، فقد تم دعم المعلمين بحوالي 15 ألف جهاز حاسب آلي محمول، ودعم المدارس بحوالي 6000 جهاز عرض، وتجهيز أكثر من 1700 مدرسة بشبكة الإنترنت. هذا على الجانب التقني.. أما على الجانب التدريبي ونقل المعرفة وتبادل المعلومات والتنمية المهنية؛ فقد تم تدريب حوالي 29 ألف متدرب، والمشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية، وتنظيم حوالي 1900 ورشة عمل للتدريب على استخدام أدوات البوابة وتطبيق إستراتيجيات التعلم الحديثة عبر نظام التعلم الإلكتروني للتعلم LMS. إن لغة الأرقام لن تكفي فقط لعرض كم الجهد والعمل الذي تم بذله لنجاح هذا المشروع وانخراطه داخل عملية التعلم ليصبح جزءاً لها ومكملاً لها وليس مقحماً عليها.
مشاركة :