تعهدت أورزولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أمس، بتقديم "كل يورو متاح" من الموازنة السنوية للاتحاد الأوروبي، لمساعدة الدول الأعضاء على التعامل مع فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية الكبيرة. وبحسب "الألمانية"، قالت أورزولا، أثناء إعلانها عن صندوق اقتراض مقترح للشركات لكي تدفع أجور العاملين، الذين سيتم تسريحهم في حال عدم حصول الشركات على مساعدة، مع آلية التضامن الجديدة، "سنجمع مائة مليار يورو "109 مليارات دولار" للحفاظ على الوظائف واستمرار العمل". وأضافت فون دير لاين، أن "هذه آلية ستجعل القروض متاحة للدول الأعضاء، التي ستقدم ضمانات بقيمة 25 مليار يورو، وتهدف هذه الآلية بصورة أساسية إلى مساعدة الدول الأكثر تضررا من الأزمة". وصرحت أورزولا بأن الموازنة طويلة الأجل المقبلة للاتحاد الأوروبي يتعين أن تحاكي خطة الإنعاش الاقتصادي الضخمة، التي ضختها الولايات المتحدة لتعمير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وحول استجابة الاتحاد الأوروبي لتداعيات جائحة كورونا، أشارت أورزولا، إلى أن "كثيرين يطالبون الآن بشيء يوصف بمشروع مارشال.. حسنا، أعتقد أنه يتعين أن تكون الموازنة الأوروبية مشروع مارشال نضعه معا كاتحاد أوروبي، من أجل الشعب الأوروبي". من جهة أخرى، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية اعتذارا أمس لإيطاليا، على تأخر رد فعل الاتحاد بشأن تفشي وباء كورونا، في رسالة نشرتها الصحف الإيطالية. وعنوان الرسالة التي وجهتها المسؤولة الأوروبية إلى الإيطاليين "أقدم لكم اعتذاراتي، نحن معكم"، وكتبت في صحيفة "لا ريبوبليكا"، "أوروبا تتحرك وتقف إلى جانب إيطاليا، لكن الأمر لم يكن دائما كذلك". ولم تتوصل الدول الـ27 الأسبوع الماضي إلى اتفاق لإعطاء رد قوي على العواقب الاقتصادية للوباء، وظهر شرخ بين دول الجنوب مثل إيطاليا وإسبانيا المدعومتين من فرنسا اللتين طالبتا بإصدار سندات دين مشتركة لتعبئة الموارد من السوق لمصلحة جميع الدول الأعضاء، ودول الشمال بقيادة ألمانيا وهولندا الرافضة لهذا الاقتراح. وانتهى الاجتماع، الذي عقد عبر دائرة الفيديو المغلقة، بإعلان ينص على عقد لقاء جديد خلال أسبوعين، وفي إيطاليا الدولة المؤسسة للاتحاد، التي تعد من ركائزه، استقبل الإعلان بغضب عارم مفتوح على أوروبا، التي وصفت بأنها "قبيحة، لا بل ميتة". وتابعت أورزولا "علينا أن نقر أنه في بداية الأزمة حيال الحاجة لرد أوروبي مشترك لم يفكر كثيرون إلا في مشكلاتهم الوطنية"، واختتمت رسالتها بمبادرات اتخذها الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول الأكثر تضررا خصوصا إيطاليا. وأعلنت "سيخصص الاتحاد الأوروبي حتى مائة مليار يورو للدول الأكثر تضررا بدءا بإيطاليا للتعويض عن تراجع مداخيل من سيعملون ساعات أقل"، مضيفة أن "أوروبا اتفقت أيضا على منح قروض مضمونة من كل الدول الأعضاء ما يثبت التضامن الأوروبي.. المفوضية الأوروبية فعلت الشهر الماضي كل ما في وسعها لمساعدة إيطاليا". في المقابل، عبر جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي عن سخطه، في حديث أدلى به لصحيفة "دي تسايت" قائلا "إن كنا فعلا اتحادا فقد آن الآوان لإثبات ذلك". أما برونو لو مير وزير الاقتصاد الفرنسي، فقد طالب وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي بالاتفاق على تفعيل صندوق إنقاذ أوروبي، خلال اجتماع مقرر الثلاثاء المقبل. وأوضح لو مير، أنه يتعين أن يصدق الاجتماع على حزمة تمويل تقدر بـ200 مليار يورو "219 مليار دولار" من بنك الاستثمار الأوروبي، ووضع خطة لإعادة تأمين أوروبية بشأن البطالة تقدر قيمتها بمائة مليار يورو. وحذر لو مير من أن هناك حاجة "واضحة إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لمواجهة المسائل الرئيسة المتعلقة بالانتعاش الاقتصادي. لا تقللوا من التأثير العميق والعنيف لهذه الأزمة في اقتصاداتنا. ستكون هناك حاجة إلى فعل المزيد".
مشاركة :