مع حلول الطقس الجميل، تتنقل هذه الشاحنة عادة في أرجاء بلفاست لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال من خلال المثلجات، لكن في زمن العزل المنزلي بسبب فيروس كورونا المستجد، تحولت إلى دكان بقالة متنقل في خدمة الفئات الضعيفة.في حي لا تتوافر فيه خدمات كثيرة في المدينة الأيرلندية الشمالية، يضع الموظفان في الشاحنة الأقنعة والقفزات لبيع زبائنهم الجدد، الخبز والحليب والبطاطا والبيض… وورق المراحيض.فداخل الشاحنة حلت البيتزا والمنتجات المثلجة الأخرى، مكان المثلجات. إلا أن الشاحنة البيضاء والحمراء والزرقاء لا تزال تعلن مجيئها ببث موسيقى فرحة كانت تزرع الحماسة في نفوس الأطفال.ويتألف زبائن الشاحنة الجدد اليوم من مسنين وفئات معرضة أكثر من غيرها لاحتمال الإصابة بالفيروس ويشكل التبضع بالنسبة لهم إلى جانب زبائن كثر آخرين، مجازفة.وفي وجه انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 30 شخصا في إيرلندا الشمالية، طلبت الحكومة البريطانية من هذه الفئات من السكان أن يضعوا أنفسهم في الحجر المنزلي مدة ثلاثة أشهر وعدم الخروج إلا للتبضع. لكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا عائلة قريبة لديهم أو جيران يساعدونهم، تكون الخيارات محدودة جدا.إلا أن هذه الشاحنة لا توفر خدمات فقط للفئات المعرضة للإصابة أكثر من غيرها، فهي تساعد أيضا المعوزين “غير القادرين على تخزين السلع” الضرورية كما يفعل آخرون فتفرغ متاجر السوبرماركت من البضائع.ويوضح ستيفن بولوك وهو متطوع في جمعية “ايه سي تي” التي تقف وراء المشروع بعدما اتصلت بصاحب الشاحنة “الكثير من الأشخاص المعوزين يعيشون يوما بيوم”.في إيرلندا الشمالية، يعيش نحو 40 ألف متقاعد في الفقر على ما جاء في تقرير نشرته مؤسسة “جوزف راونتري فاونديشن”العام 2018. ويسمح لهم بائع المثلجات الجوال بالاستمرار في شراء حاجاتهم يوما بيوم من دون التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.ويقول بولوك لوكالة فرانس برس إن الناس “يشعرون بالراحة” بفضل شاحنة المثلجات هذه موضحا “كانوا قبل ذلك قلقين من الخروج لشراء حاجاتهم أو مغادرة منزلهم بشكل عام. لذا هم مطمئنون نوعا ما لإمكان التبضع بمحاذاة منزلهم”.وإذا استمرت الأزمة تنوي الجمعية توسيع نطاق مشروعها لتشمل خدمتها مناطق أخرى في إيرلندا الشمالية مع مزيد من عربات المثلجات والشاحنات الصغيرة الأخرى.
مشاركة :