في مجهود مشرف ووطنى لا يقل عن دور الجيش الأبيض من الأطباء والممرضين ودور المؤسسة الشرطية والجيش في مواجهة وباء فيروس كورونا، عكف مجموعة من الأساتذة والباحثين بمدينة زويل الجامعية منبر البحوث العلمية في مصر، على تصنيع ثلاثة نماذج لأجهزة التنفس الاصطناعي لمواجهة أي عجز قد يحدث في حال تزايد عدد الإصابات بالفيروس التاجي. بحسب حديث الدكتور مصطفى محمد عبده أستاذ بقسمي الطاقة المتجددة وطيران الفضاء بمدينة زويل العلمية، لموقع "صدى البلد"، بدأ تصميم نماذج أجهزة التنفس الصناعي يوم الأحد الماضي، بعد 4 أيام من المجهود المضني لإخراج هذه الأجهزة للنور، لتكون بارقة الأمل للمستشفيات في حال نقص تلك الأجهزة الضرورية. بزغت فكرة أجهزة التنفس الاصطناعي عندما عكف الدكتور مصطفى والدكتور عمرو حلمي وفرقهم من الطلاب في دخول مسابقة كندية علمية تدعى "كود لايف"، للتنافس مع آلاف الفرق البحثية عبر تصميم نماذج من أجهزة التنفس الإصطناعي، ليصبحوا من ضمن 65 فرقة استطاعت الوصول لنهائيات المسابقة العالمية. عملت فرقة الدكتور مصطفى محمد، على تصنيع نماذج لجهاز تنفس صناعي لما قبل العناية المركزة، والذي يقدم مساعدة على التنفس ولكن ليس بنفس مستوى وكفاءة أجهزة التنفس الخاصة بالعناية المركزة، وفقًا لوصف الدكتور مصطفى لـ"صدى البلد". يعتمد النموذج الأول لجهاز التنفس الاصطناعي الصمم من قبل الدكتور مصطفى وفريقه من الباحثين والطلاب على فكرة بسيطة للغاية وهي تطوير البالونة اليدوية التي تضخ الهواء للمريض عبر جهاز التنفس، خلال نقله إلى غرفة الطوارئ، حيث يتم وضع المريض على هذا الجهاز احتياطيًا لضخ الهواء إليه في حال انشغال أجهزة التنفس الصناعي بالعناية المركزة، وبالنظر لانشغال الأطباء والممرضات مع المرضى فلن يستطيعوا ضخ الهواء عبر البالونة اليدوية لساعات، لذا فإن النموذج الجديد يعمل بزر لضخ الهواء بشكل منتظم للمريض بشكل أوتوماتيكي بعد العمل عليه بطريقة يدوية في بداية استخدامه. وصمم النموذج الأولى بإمكانية تغيير بالونة التنفس وتعقيم الجهاز حتى لا يصاب مريض آخر بأي عدوى حرصًا على سلامة المرضى المستخدمين للأجهزة، ويصل ثمن هذا الجهاز من بين 2000 إلى 3000 جنيه مصري، وذلك بحسب الدكتور مصطفى محمد. فيما يعتمد النموذج الثاني الذي يعمل عليه الدكتور عمرو حلمى وفريقه، على أجهزة ضخ هواء وأجهزة قياسات لتنظيم حجم الهواء الذي يدخل إلى المريض، حيث يعتبر هذا الجهاز أكثر تعقيدًا وأغلى ثمنًا من النموذج الأول حيث يصل سعره لـ 10 آلاف جنيه، ويتم الاعتماد عليه في غرف الرعاية المركزة. ويتواصل الفريق البحثي مع نوعين من الجهات أولها جهات التصنيع سواء قطاع خاص أو عام وثانيًا الجهات الممولة لخرج النماذج إلى النور، وقبل البدء في الإنتاج الكمي لهذه النماذج ستجري الفرق البحثية تجارب على هذه الأجهزة تحت إشراف أساتذة الطب بتخصص الأمراض الصدرية أو الرعاية المركزة، حيث تم التوصل مع بعض الأساتذة في القصر العيني ليمنحوا الفريق العلمي المتطلبات والتوجهات الصحيحة حتى يتسنى استخدامه في المستشفيات وعربة الإسعاف، بحسب حديث الدكتور مصطفى.
مشاركة :