قالت "لا أدري متى أصادف الحب، فهو الشعور الذي لا يمكنني أن أخطط له، ولا أعرف له موعدًا، إنما هو ذلك الإحساس الذي يباغت قلبي رغمًا عني، و يغزو جوارحي دون إرادة مني، أعلم أنني حينها سأبقى ساكنة حينما أراه يتسلل بين ثنايا روحي، فقد تبدو علىّ علاماته دون أن أعي بها، وقد أتذكر لقاء عابر أو حديث دار بيني وبين أحدهم، أو أفتقد غيابه، فأتتبع حسابه الإلكتروني في الخفاء، و أنبش في رسائلنا فأعيد قراءتها عشرات المرات حتى أحفظها عن ظهر قلب ....و إذا باغتني عقلي بسؤال: لِمَ بتُ مهتمًا بتفاصيله عدا غيره من البشر ؟! فإذا بي أصمت لأنني أجهل الإجابه وإن جاء لي صوت من قرارة نفسي يصارحني بحقيقة ما أشعر به، فستجدني أنكره سريعًا و أبعد تلك الفكرة عن رأسي، رغم أن كل ما أقوم به من أفعال يؤكد ذلك، ورغم يقيني أن ذلك الإحساس الذي غمرني لم أشعر به قط، وأن كل ما اعتراني من مشاعر تعد هي الأولى من نوعها ،إلا أنني لا أجرؤ على البوح بها. أحيانا لا نحتاج من أحدهم أن يتلفظ بها من باب الاعتراف، أو حتى لكي نطير بها فرحًا، إنما من أجل أن نتأكد من صدق ما نشعر به، ولكي تكون دليلًا على أن ما مررنا به كان واقعًا وليس خيالًا نسجناه من خيوط أوهامنا. فلا تستهينوا بتلك الحروف الأربع فهي أكبر من كلمة نطرب بها آذاننا، إنما هي البوصلة التي نرتب بها فوضى قلوبنا، وننهي بها عبث مشاعرنا، فنجد بها ضالتنا، ونهتدي بها إلي صوابنا.
مشاركة :