رام الله 3 ابريل 2020 (شينخوا) دفعت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى تأجيل الدورة السنوية رقم 15 لمهرجان رام الله للرقص المعاصر الذي كان مقررا في الضفة الغربية من 2 إلى 13 أبريل الجاري. غير أن المنظمين للمهرجان استعاضوا عن العروض المعتادة سنويا بعرض مقاطع فيديو قصيرة من خلال خدمة البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك))، لتوجيه رسالة أمل والتوعية بخطر الفيروس. ودعا راقصون من إيطاليا وسويسرا وفرنسا وكندا والمملكة المتحدة والمغرب وتونس وفلسطين في مقاطع الفيديو، الجمهور إلى البقاء في منازلهم لتجنب انتشار الفيروس حتى يتمكنوا من التغلب على الأزمة الصحية والعودة إلى المسرح قريبا. وقالت الراقصة الإيطالية إنريكا بالميري من خلال رسالة الفيديو الخاصة بها "يمكننا أن نبقى على تواصل من خلال التكنولوجيا حتى نتمكن من الأداء على المسرح مرة أخرى". وأضافت "يمكن للفن أن يساعدنا على رؤية جمال الحياة". ويعتبر مهرجان رام الله للرقص المعاصر حدثا سنويا يجمع الفنانين الفلسطينيين والعالميين لأداء الرقص المعاصر مع التركيز على مختلف الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العالمية. غير أن إعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية منذ الخامس من شهر مارس الماضي على إثر تسجيل أول إصابات بفيروس كورونا دفعت إلى تغيير خطط اللجنة المنظمة للمهرجان بشأن فعالياته. وقالت منسقة أعمال المهرجان حنين ترتير لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه تم التحضير لتنظيم النسخة 15 من المهرجان منذ سبتمبر الماضي، مشيرة الى أن اللجنة تلقت مئات الطلبات للفرق العالمية المهتمة بالمشاركة. وأضافت ترتير "بعد كل هذا العمل الذي قمنا به، لم نتوقع أن يتطور فيروس كورونا إلى هذه المرحلة، لذلك قررنا تأجيل المهرجان". وأوضحت أن الهدف من بث مقاطع الفيديو توجيه رسالة أمل بغض النظر عن العقبات من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والبث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "التي تجعل العالم أقرب وأصغر". وأعربت اللجنة المنظمة للمهرجان عن الأمل في أن تمثل مقاطع الفيديو لفرق الرقص رسالة دعم للتكاتف والتضامن "إذ أن الفن والرقص لديهما رسالة إنسانية يجب إيصالها للجمهور" بحسب ترتير. وكان من المقرر أن يقام المهرجان في عدة مدن بما في ذلك رام الله وجنين والجزء الشرقي من مدينة القدس، لكن جميعها يخضع حاليا لقيود صارمة على الحركة في محاولة الحد من انتشار الفيروس. ولا تزال ترتير تأمل أن يعقد المهرجان في وقت لاحق من هذا العام، مشيرة إلى أن اللجنة المنظمة استعدت لكل السيناريوهات واستقبلت طلبات المشاركة من فرق الرقص من جميع أنحاء العالم للمشاركة في النسخة القادمة العام المقبل. ويحظى مهرجان رام الله للرقص المعاصر بمتابعة شعبية واسعة من الجهور الفلسطيني. وقالت الشابة علا سلامة من سكان مدينة رام الله لـ ((شينخوا)) إنها تحرص على حضور المهرجان كل عام مع عائلتها. وتضيف أن تأجيل المعرض بسبب أزمة فيروس كورونا تسبب لها بالحزن، لكنها تقدر إصرار المشاركين في المهرجان على إيصال رسالتهم عبر مقاطع الفيديو القصيرة. وتعتبر أن المهرجان لديه دائما رسالة مفادها أن "الفن هو اللغة العالمية المشتركة بين جميع الناس، ويعمل على إزالة جميع الحواجز بينهم وتوحيدهم، وهو ما يجب أن يتعزز في هذه الأيام في ظل أزمة فيروس كورونا المتفشي عالميا".
مشاركة :