ينفذ عديد من الدول المتعاملة مع البنك الدولي أشكالا مختلفة من هذه الاستراتيجيات، بما في ذلك ما يلي: تعزيز مستوى التأهب مع إبقاء المدارس مفتوحة، يشمل هذا الأمر فرض إجراءات وقائية في المدارس ودعمها "أفغانستان"؛ ووضع بروتوكولات لتعامل المدارس مع الأمراض والحالات المحتملة "مصر، روسيا، وبيلاروسيا"؛ واستخدام البنية التحتية للنظام التعليمي وموارده البشرية للتصدي لانتشار العدوى في المجتمعات المحلية "ليبيريا، وسيراليون"؛ والحد من الاتصال الجسدي عن طريق تقليل الأنشطة الاجتماعية والأنشطة خارج مناهج الدراسة "سنغافورة، وروسيا". الإغلاق الانتقائي للمدارس: باللجوء إلى عزل مناطق العلاج، اختار بعض الحكومات إغلاق المدارس المحلية كإجراء مؤقت "الهند". في نصف الحالات حتى الآن، رأينا هذه النهج المحلية تتوسع جغرافيا لاحقا "البرازيل، الهند، كندا، وأستراليا". إغلاق المدارس على المستوى الوطني "الخيار الأكثر استخداما عالميا": مع انتشار فيروس كورونا «كوفيد - 19»، يعلن عديد من الدول إغلاق المدارس على المستوى الوطني. والواقع أن كثيرين يشعرون بالقلق من أن الأطفال والشباب رغم أنهم على ما يبدو أقل عرضة للإصابة بالفيروس، بل تعد معدلات الوفيات بينهم أقل بكثير من الفئات الأخرى قد يكونوا حاملي المرض، ما يعرض للخطر أفراد أسرهم الأكبر سنا في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم حيث تنتشر الأسر متعددة الأجيال. الاستعانة بمصادر التعلم والتعليم عن بعد للتخفيف من فقدان التعلم: لجأ عديد من الدول إلى التعلم عن بعد كوسيلة للحد من الوقت الضائع في المدارس عبر الإنترنت بالكامل في الصين، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، والسعودية؛ والهواتف المحمولة أو البث التلفزيوني في فيتنام، ومنغوليا". إضافة إلى البنية التحتية والاتصال، تعد معرفة المدرسين والإداريين بالأدوات والعمليات اللازمة أيضا عوامل رئيسة في توفير التعلم عن بعد "سنغافورة". وترسل دول أخرى الدروس إلى الأطفال في منازلهم كواجبات منزلية (لبنان). في بلغاريا، أنشئ أكثر من 800 ألف حساب لجميع المعلمين وأولياء الأمور، مع تعبئة دور النشر لإتاحة الكتب المدرسية والمواد التعليمية في محتوى رقمي للصفوف من الأول إلى العاشر، وستبث قناتا برامج تعليمية على التلفزيون الوطني. مع لجوء مزيد من الدول إلى إغلاق المدارس، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الإبداع. على سبيل المثال، يمكن أن يكون تكييف المنصات المتاحة حاليا للاستخدام على الهواتف الذكية أو الاتفاق مع شركات الاتصالات على إلغاء تكلفة الوصول إلى المواد التعليمية على موقع تابع لوزارة التعليم أو يكون كلاهما جزءا من جهود التخفيف من حدة الأزمة. ما نتعلمه إذن من أزمة فيروس كورونا "كوفيد - 19"، على غرار ما رأيناه في الأوبئة السابقة، هو أن التأهب أمر حاسم. على الرغم من وجود سيناريوهات مختلفة، يفترض عديد منها أن انتشار "كوفيد - 19" سيحدث على شكل موجات، ما يعني أن عملية التصدي له يجب أن تكون دورية. ويجب على الدول، التي لم تتضرر بعد أن تشرع في "التأهب"، مع البدء في وضع خطط للاستجابة. وهذا من شأنه أن يسهل عملية "التكيف" بمجرد حدوث الأزمة والتقليل من تأثيراتها السلبية إلى أدنى حد ممكن. ويمكن أن تتضمن الخطة استحداث بروتوكولات لعمليات الفحص داخل المدارس، ونشر حملات ممارسات النظافة العامة، وفرض إغلاق المدارس، وتوفير التعلم عن بعد، واستخدام المدارس المغلقة لأغراض الطوارئ، وما إلى ذلك. مع انحسار مرحلة الطوارئ، يمكن للمجتمعات المحلية الانتقال إلى وضع "التعافي"، حيث تنفذ الحكومات سياسات وتدابير لتعويض الوقت الضائع. وقد تتضمن النهج المتبعة تعديلات على الجدول الزمني للعام الدراسي مع إعطاء الأولوية للطلاب في الصفوف، التي تستعد لامتحانات مصيرية، والاستمرار في التعلم عن بعد بالتوازي مع المدارس. والدول التي أبدت قدرة أكبر على الصمود في الأزمات المتكررة، مثل دول شرق آسيا، كانت هي القادرة على الاستفادة من الدروس السابقة والاستجابة بسرعة للأزمات الجديدة، مثل الأزمة الحالية. فقد تمكنت من استخدام الزخم الحالي لإعادة التأهب والاستثمار في الأنظمة وتعزيزها في المستقبل. من الأهمية بمكان العمل المشترك بناء على الخبرة المكتسبة من حالات التفشي السابقة "السارس، الإيبولا، وغيرهما" لدعم الحكومات في فهم الخيارات المتاحة. في هذا المجال، يعمل البنك الدولي مع الدول في جميع أنحاء العالم في كل مرحلة من المراحل الثلاث؛ التأهب والتكيف والتعافي. ويمكن لمسؤولي التعليم وواضعي السياسات استغلال هذه الأزمة كفرصة لاستحداث نماذج تعلم جديدة يمكن أن تصل إلى الجميع، والتأهب لحالات الطوارئ، وجعل النظام التعليمي أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات.
مشاركة :