أوضح مجمع البحوث الإسلامية حكم التبني في الإسلام، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وقال "البحوث الإسلامية" في إجابته عن سؤال "أريد أن أتبنى طفلًا فهل يترتب عليه حقوق البنوة؟ " إن التبني حرام ولا يترتب عليه أي حق حقوق البنوة . وتابع البحوث الإسلامية، أما الكفالة والنفقة والرعاية فثوابها عظيم فقد حث الإسلام على ذلك ورتب عليه الجزاء الأوفى. واستشهد بقوله - صلى الله عليه وسلم- : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا". وذكر قول ابن بطال- رحمه الله-: "حق على كل مسلم يسمع هذا الحديث أن يرغب في العمل به؛ ليكون في الجنة رفيقا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولجماعة النبيين والمرسلين، ولا منزلة عند الله في الآخرة أفضل من مرافقة الأنبياء". اقرأ أيضا : فضل كفالة اليتيم.. مكافآت ربانية لمن يقوم على رعايته هل التبني حرام؟ في سياق متصل، أكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء: أن الإسلام حرَّم التبني وأبطل كل آثاره؛ وذلك لقوله تعالى: «وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ»، [الأحزاب: 4-5]. وأضاف« جمعة» فى إجابته عن سؤال: « ما حكم التبني فى الإسلام؟»، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن الإسلام أمر من كفل أحدًا أن لا ينسبه إلى نفسه، وإنما ينسبه إلى أبيه إن كان له أب معروف، فإن جُهل أبوه دُعِيَ مولًى وأخًا في الدين. وواصل عضو هيئة كبار العلماء فى سياق متصل أن الإسلام حثَّ على كفالة اليتيم وتربيته والإحسان إليه والقيام بأمره ومصالحه، حتى جعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- كافل اليتيم معه في الجنة فقال: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، رواه البخاري، وفي رواية مسلم: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ». وأشار إلى أن النبى – صلى الله عليه وسلم- أوجب الجنة لمن شارك اليتيم في طعامه وشرابه؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ»، رواه أحمد. واستند فى كلامه بما روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قوله: «إِنَّ أَحَبَّ الْبُيُوتِ إِلَى اللهِ، بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ»، رواه الطبراني من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- مرفوعًا. واستدل أيضًا بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم-: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ -وَأَحْسِبُهُ قَالَ- وكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ»، متفق عليه. ونبه أن الحكمة وراء ذلك منع الناس من تغيير الحقائق، وصان حقوق الورثة من الضياع أو الانتقاص وحفظ من اختلاط الأجانب وخلوتهم ببعضٍ المتمثلةِ في اختلاط المتبنَّى بمحارم المُتبنِّي أو المتبنَّاة بالمُتبنِّي وأبنائه وأقاربه، فهذا فسادٌ عريضٌ لا يعلم شرَّه إلا الله تعالى الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. ونصح عضو هيئة كبار العلماء بالكفالة، حيث إن مسؤولياتها الكفالة في الإسلام هي كل مسؤوليات وواجبات التبني عدا ما منعه الإسلام من تغيير الأنساب وما يترتب على ذلك من الآثار. اقرأ أيضا: في يوم اليتيم.. هذه حقوقه ومكانته في الإسلام علي جمعة لكافلي الأيتام: التبني حرام وأخبروا الأطفال بالحقيقة ولا تكذبوا في ذات السياق، وجه أحد الأشخاص سؤالا للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، يقول فيه "شخص تبنى طفلا منذ عدة سنوات وهو لا يدري بذلك والأن قد كبر هذا الطفل ويرغب في الزواج فهل يقول لأهل العروس أنه ابنه أم يخفي عنهم؟ وبين علي جمعة، في إجابته على السؤال، أن التبني حرام شرعا ولا حرج في أن يخبر الأب ابنه بالتبني بأنه مثله مثل أبنائه وهو مكفول عندهم وهم قائمين على رعايته منذ صغره ولا يخفي عنه حتى لا يقع في مثل هذه المشكلات. ونوه أن الكذب يوقع صاحبه في مشكلات كثيرة فلابد من المصارحة بين الناس أن هذا الطفل تربي في كفالته وهو يتيم ولا حرج في ذلك. حكم التبني من جانبه، ألمح الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، أن التبني فى الأصل هو حرام شرعا وقد أبطل الإسلام كل أثاره فقال تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. واستكمل "عاشور" خلال لقائه بـ"دقيقة فقهية"،فى إجابته على سؤال " ما حكم التبني في الإسلام؟»، أن الإسلام أمر أن من يكفل أحدا أن ينسبه الى أبيه إن كان له أب معروف فإن جهل أبوه دعا مولا وأخا فى الدين منعا للناس من تغيير الحقائق وصيانة للحقوق. واختتم أن هناك فارق بين التبني الحرام وبين كفالة اليتيم ورعايته وخدمته وتربيته فهذا جائز ولا شيء فيه.
مشاركة :