< دخل أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، على خط أزمة الزحام المتكرر على جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، مطالباً بفتح «تحقيق موسع»، حول أسباب الزحام الذي حدث السبت الماضي، واستمر زهاء أربع ساعات. وتصاعدت خلال الأيام الماضية موجة الاستياء بين المسافرين من الزحام «الشديد»، الذي تكرر منذ بداية الإجازة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. فيما أنشأ مغردون وسماً «هشتاقاً» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تساءلوا فيه عن أسباب استمرار مسلسل الزحام في جسر الملك فهد، من دون أي حلول تُذكر، على رغم وعود المسؤولين بمعالجته. ولقي الوسم تفاعلاً واسعاً من المغردين، واتسم التفاعل بالانتقادات للأجهزة العاملة في الجسر، الذي عبره خلال 2014 نحو 22.4 مليون مسافر في كلا الاتجاهين. ويعد جسر الملك فهد أكثر المنافذ السعودية زحاماً بالمسافرين، وبخاصة خلال العطلات والمناسبات. ويقدر المعدل اليومي لعابري الجسر في الاتجاهين بنحو 37 ألف مسافر. وطلب أمير الشرقية بالتحقيق في أسباب الزحام الذي حدث في جسر الملك فهد السبت الماضي، عند دخول المسافرين إلى المملكة، وتحديد الأسباب التي أدت إلى حدوثه، وإن كان حدث قصور من إحدى الجهات العاملة في الجسر. وأكد على «الرفع بنتائج التحقيق في أقرب وقت». وأكدت إمارة الشرقية عبر حسابها في «تويتر» أن هذا التوجيه يأتي ضمن «اهتمام ومتابعة أمير المنطقة الشرقية لأمور المواطنين والزوار والمقيمين في المنطقة، ولرغبته في توفير الراحة لهم، وأن تكون الحركة في الجسر انسيابية». وكان أمير الشرقية أكد في تصريح سابق، وجود «مشاريع لتسهيل حركة السير عبر جسر الملك فهد، سواءً أكانت في الجانب السعودي أم البحريني»، مؤكداً أن «مدة الانتظار ستكون أقل بكثير». فيما علمت «الحياة» من مصادر خاصة، أن أجهزة الأشعة الحديثة التي تم تركيبها أخيراً في الجمارك البحرينية، أسهمت في حدوث الزحام بالجانب السعودي. واستعانت الجمارك البحرينية بهذه الأجهزة، بعد محاولات تهريب كميات «ضخمة» من المخدرات والمتفجرات التي شهدها الجسر أخيراً، ونجح رجال الجمارك في ضبطها. وعلى رغم التقنيات العالية في الأجهزة، إلا أنها أدت إلى تأخير المسافرين، نظراً لأنها تستغرق وقتاً طويلاً نوعاً ما في عملية الكشف. فيما برزت على السطح مشكلة أخرى تتمثل في قلة الموظفات العاملات في جسر الملك فهد، والمخصصات لتطبيق النساء، إذ لا يتوافر سوى عدد قليل منهن في بعض المسارات. وهو ما أسهم في حدوث التأخير بشكل كبير. ويضطر الكثير من المسافرين مع عائلاتهم إلى الذهاب إلى المسارات التي توجد بها الموظفات، ما أحدث إرباكاً كبيراً وزحماً شديداً في الجسر. ويقابله على الطرف الآخر قلة أعداد موظفي الجوازات، إذ يلاحظ وجود موظف واحد فقط يقوم بإنهاء إجراءات المسافرين لمسارين في الوقت نفسه، ما أدى إلى مضاعفة العمل والتأخير في إنهاء الإجراءات. وأبدى مسافرون استياءهم من التأخير الحاصل في إنهاء إجراءات سفرهم، والذي راوحت مدته بين أربع و خمس ساعات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالية، وبخاصة مع قرب دخول رمضان المبارك، والذي يشهد فيه الجسر حركة كبيرة من الجانبين السعودي والبحريني، مشيرين إلى أن معاناتهم مع زحام الجسر «مستمرة»، من دون إيجاد أي حلول تُذكر. وعلى رغم وعود مسؤولي المؤسسة العامة للجسر والمديرية العامة للجوازات، بإيجاد «حلول جذرية لإنهاء مشكلة الزحام»، إلا أنه لم يتحقق شيء من هذه الوعود على أرض الواقع. وما زالت «حبراً على ورق». فيما ذكر بعضهم أن التأخير أدى إلى تأخرهم عن رحلاته المقررة من مطار البحرين الدولي، ما أحدث إرباكاً في جدولهم السياحي. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث باسم جوازات المنطقة الشرقية المقدم معلا العتيبي، للحصول على توضيح حول ملاحظات المسافرين على العاملين في جوازات جسر الملك فهد، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. يذكر أن تقريراً صادراً عن المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، كشف عن عبور ستة ملايين مركبة خلال العام الحالي. فيما بلغ عدد المسافرين عبر الجسر خلال 2014 نحو 22.4 مليون مسافر في كلا الاتجاهين، مسجلاً نسبة ارتفاع بلغت نحو 13 في المئة، مقارنة بـ2013 الذي بلغ فيه عدد المسافرين نحو 19.8 مليون مسافر.
مشاركة :