انتخب حزب «العمال» البريطاني، أمس السبت، الوسطي المؤيد لأوروبا، كير ستارمر رئيساً له خلفاً لليساري المتشدد جيريمي كوربن، وسيكون التحدي الرئيسي أمامه النهوض بأبرز حزب معارضة في البلاد، بعدما أضعِف وشابته الانقسامات. وفاز المحامي البالغ 57 عاماً والذي كلّف منذ ثلاث سنوات بإدارة ملف «بريكست» في حزبه، بنسبة 56,2% من أصوات أعضاء الحزب على منافستيه ريبيكا لونج-بايلي وليزا ناندي، بحسب النتائج المعلنة. وفي كلمة متلفزة، وعد ستارمر على الفور بتجاوز الانقسامات التي يعانيها الحزب، وتتمحور حول الخط الذي يجب أن يتبعه «العمّال» بين التشدد أو الانفتاح، لكن أيضاً الخلاف بين المشككين بالمؤسسات الأوروبية، والمؤيدين للاتحاد الأوروبي في قضية «بريكست»، وكذلك بشأن إدارة مسألة معاداة السامية داخل الحزب، بينما يعتبر البعض أن كوربن تهاون في معالجة هذه القضية. وأعلن اسم الفائز عبر موقع الإنترنت الخاص بالحزب، وسجل كل من المرشحين الثلاثة خطابات معدة مسبقاً تبثّ في حال الفوز. وتعهد ستارمر الذي يعتبر كفؤاً، لكن لا يتمتع بكاريزما، بإنهاض الحزب، وقيادته مجدداً نحو تولي السلطة بعد هزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية السابقة، والتي شهدت خاصة خسارة «العمال» معاقل تقليدية لهم. ووقال ستارمر: «أنا مدرك لحجم المهمة»، مضيفاً، «مهمتنا هي إعادة الثقة في حزبنا، وسأقود هذا الحزب الكبير إلى حقبة جديدة، بشكل يخوّلنا حين يكون الوقت مناسباً أن نخدم بلادنا مجدداً من خلال حكومة». وتعهد ستارمر بالتعاون «بشكل بناء» مع الحكومة «بما فيه المصلحة الوطنية»، قائلاً إنه لن يتوانى عن الإشارة إلى ضعف السلطة في الحالة المعاكسة، وتجري الانتخابات التشريعية المقبلة في عام 2024. لكن تبدو مهمة توحيد الحزب صعبة بسبب الانقسامات العديدة والعميقة فيه. وقال الخبير السياسي في جامعة نوتنغهام ستيفن فيلدينغ لفرانس برس: «هناك فعلاً الكثير من الاستياء وعدم الثقة». ويضيف أن «التحدي الأول (أمام الرئيس الجديد) سيكون تشكيل فريق يبدو على الأقل أنه يملك القدرة على توحيد الحزب». وولد ستارمر في لندن لأب يعمل في صناعة المعدات وأم ممرضة. وفي المدرسة، تلقى دروساً على عزف آلة الكمان. وهو من أنصار نادي «أرسنال» لكرة القدم، على غرار سلفه كوربن. ولا يزال يلعب كرة القدم أسبوعياً. وسمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي. وعندما كان يتدرب كمحامٍ، ركز بشكل كبير على القضايا الكبرى. ودافع عن النقابات والناشطين. وفي التسجيل المصور المرتبط بحملته لزعامة الحزب، قال ستارمر: «قضيت عمري وأنا أدافع عن العدالة وعن المغلوب على أمرهم في وجه أصحاب النفوذ». وفي 2003، بدأ انخراطه في المؤسسات الرسمية عبر وظيفة تضمن امتثال الشرطة في إيرلندا الشمالية كاملاً لقوانين حقوق الإنسان.وبعد خمس سنوات، بات مدير النيابة العامة لإنجلترا وويلز. وأشرف على ملاحقات قضائية لنواب استغلوا نظام النفقات وصحفيين قاموا بقرصنة للهواتف. ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب «فارس» مكافأة على خدماته. وفي 2015 انتُخب عضواً في البرلمان. ( ا ف ب)
مشاركة :