أصبحت المسافة الآمنة نهج حياة عند أولئك الذين يحاولون الحفاظ على صحتهم في ظل انتشار فيروس كوفيد-19. وحظيت بقبول على نطاق واسع بصفتها وسيلة ذات أساس علمي للحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان. وجاء في تقرير لـ«مرصد المستقبل» التابع لـ«مؤسسة دبي للمستقبل»، حسب مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز «إذا استطعنا تحريك عصا سحرية وتجميد جميع الأميرييين لمدة 14 يوماً مع المحافظة على مسافة 1.8 متر بين كل منهم، حينها سيتوقف الفيروس عن الانتشار». لكن على الرغم من أن الحفاظ على مسافة آمنة يسهم إلى حد كبير في إبطاء انتشار الفيروس، صرحت باحثة علم انتشار الأمراض من معهد ماساتشوستس للتقنية ليديا بورويبا في مجلة جاما، أن مسافة 1.8 متر ربما ليست كافية، وأضافت أن العلم الذي يوصي بهذا يعود إلى 90 عاماً مضت. ولا ريب أن علم انتشار الأمراض تطور كثيراً منذ ذلك الوقت، غير أن إرشادات الصحة العامة لم تواكب هذا التطور. وكتبت ليديا «مع أن استراتيجيات التباعد الاجتماعي ذات أهمية بالغة في ظل الوباء الحالي، قد يثير الدهشة أن فهمنا لانتقال العدوى من مضيف إلى آخر في أمراض الجهاز التنفسي مبني على نموذج طور في ثلاثينات القرن الماضي، وهو بسيط جداً وفقاً للمعايير الحديثة». وتبحث ليديا ديناميكا السوائل التي تنتشر بين الأشخاص بعد السعال أو العطاس، وتطرقت في بحثها إلى مشكلتين رئيستين تعانيهما الإرشادات الصحية حالياً؛ المشكلة الأولى وفقاً لصحيفة بوسطن جلوب، أن الفيروس قابل للانتشار عبر الزفير العادي، فلا يشترط العطاس لانتشار الوباء. أمّا المشكلة الثانية فهي أن الفيروس قد ينتشر عبر السحب الغازية المنبعثة من الأشخاص عندما يسعلون أو يعطسون، وليس فقط عبر القطرات المرئية التي يسعى الناس لتجنبها اعتماداً على المسافة الآمنة البالغة 1.8 متر، وجدير بالذكر أن هذه السحب قد تنشر الفيروس حتى مسافة 8.2 أمتار في الظروف المثلى. وصرحت ليديا للصحيفة «متى ما أمكن، عند الوجود في مكان مغلق، فمن الحكمة الحفاظ على أكبر مسافة ممكنة». العِلم الذي يوصي بهذا يعود إلى 90 عاماً مضت.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :