القاهرة 4 أبريل 2020 (شينخوا) دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، اليوم (السبت)، إلى "إسكات البنادق" في عموم الأراضي الليبية، وطالب بصفة خاصة بوضع حد للعمليات العسكرية الدائرة حول العاصمة طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي. وأبدى أبوالغيط، في بيان أسفه الشديد إزاء استمرار المعارك بين طرفي الصراع، بعد مرور سنة كاملة على اندلاعها في المناطق الغربية من البلاد، حيث نشبت في الرابع من أبريل 2019، ما أفضى إلى تعثر جهود السلام التي كانت ترعاها البعثة الأممية في ليبيا، وأسفر عن سقوط مئات المدنيين الأبرياء وتشريد مئات الآلاف من السكان، وتعميق الشرخ في النسيج المجتمعي للشعب الليبي. وشدد المسؤول العربي، على أن "إسكات البنادق في عموم الأراضي الليبية يعد شرطا أساسيا لبناء الثقة المفقودة بين طرفي الصراع، وفتح المجال أمام إتمام بقية الاستحقاقات الأمنية والسياسية والمجتمعية والدستورية التي ظل الشعب الليبي يتطلع إليها طوال السنوات التسع الماضية، وعلى رأسها توحيد مؤسسات الدولة الليبية، والتوزيع العادل لثروات البلاد، وتفكيك الميليشات المسلحة، والاستقرار على القاعدة الدستورية التي تسمح بإجراء انتخابات تشريعية ودستورية يرتضي الجميع بنتائجها". وأدان كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في الشأن الليبي، والخروقات المتعددة لحظر السلاح المفروض على البلاد، واستقدام المقاتلين الإرهابيين إلى ساحات القتال، بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات التي تعهدت بها الأطراف التي شاركت في قمة برلين. وأكد أن الجامعة العربية ستظل ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي لتخطي صعاب المرحلة الراهنة وإخراج البلاد من أزمتها القائمة. ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، تعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس والتي تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق غير معترف بها ويدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر. وتشن قوات الجيش الوطني، هجوما منذ الرابع من أبريل من العام الماضي للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق، وتخوض معارك ضد قوات موالية للأخيرة.