عالم فيروسات لـ«الاتحاد»: «كوفيد - 19» ناتج عن هجوم الكوبرا الصينية على الخفافيش

  • 4/5/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشف العالم المصري الدكتور علاء الخولي، أستاذ هندسة وراثية الفيروسات، عن أن الحقائق العلمية أوضحت أن فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19» ضعيف خارج الجسم، ولكنه يصبح ضارياً داخل الجسم المصاب، ولديه القدرة على الانتشار السريع بين البشر مع فترة حضانة طويلة تصل إلى 14 يوماً قبل ظهور الأعراض. وأوضح الخولي الذي أسهم في إنتاج لقاح لفيروس «كورونا الجمال» أول كورونا ينتقل للإنسان، في حوار لـ «الاتحاد»، أن العديد من الدول أعلنت توصلها لأمصال وأدوية ولقاحات، خاصة الصين وفرنسا وألمانيا وأميركا، مؤكداً أن البعض أعلن أنها تقضي على الفيروس بنسبة 100%، ومنها أن النتائج جيدة وفي مراحل التجارب النهائية، ولكن حتى الآن لم يتم طرح أي منتج نهائي في الأسواق. ويقول العالم المصري، إن «كوفيد 19» ينتمي لعائلة كبيرة من الفيروسات ذات الحمض النووي الريبوزي موجب الاتجاه تسمى «كورونا»، وتعرف بالفيروسات التاجية نسبة إلى الشكل العام لفيروساتها، ويعتقد العلماء أنه فيروس جديد نشأ بالاندماج الوراثي بين فيروس كورونا من الخفافيش مع فيروس كورونا آخر مجهول المصدر داخل الكوبرا الصينية التي نقلته إلى الخفافيش أثناء الهجوم عليها، ونقلته الخفافيش بدورها إلى البشر في سوق السمك بووهان. ويضيف أن هذا الاعتقاد يستند إلى نتائج التتبع النيوكلوتيدى والتسلسل الجيني للفيروس، وهو فيروس سريع الانتشار ويصيب الجهاز التنفسي العلوي للإنسان عن طريق الرذاذ المحمل بالفيروس، حيث يبدأ بالتكاثر في خلايا التجويف الأنفي - البلعومي لفترة 2 إلى 14 يوماً، وهي تسمى بفترة حضانة الفيروس، ثم ينتقل لإصابة الشُعب الهوائية والرئة مسبباً التهابات رئوية شديدة تؤثر على عملية التنفس وقد تؤدي للوفاة. وبشأن إنتاج مصل مضاد للفيروس، يقول علاء الخولي، إنه يحتاج إلى مجهود هائل وقدرات فائقة لإنتاجه بكميات تستوعب عدد حالات الإصابة المتزايدة والتي تخطت المليون مصاب عالمياً، أما إنتاج اللقاح فهو ممكن أن يكون الأفضل من الناحية العملية خاصة بالطرق التقليدية، ولكنه يحتاج إلى وقت أطول لإنتاجه وعمل التجارب الخاصة بالنقاوة والسلامة والفاعلية طبقاً لاشتراطات منظمة الصحة العالمية. أما إنتاج علاج، فيقول إنه غير دقيق، حيث إنه لا يوجد علاج للفيروسات بالمعنى المتعارف عليه كالمسببات المرضية الأخرى، ولكن حقيقة الأمر أن شركات الدواء تعكف على إنتاج مواد «بيوكيميائية» تعمل على توقف دورة تكاثر الفيروس أو تكسير أحد البروتينات الفيروسية الخاصة بالتصاقه بالخلية، ويجب بالتزامن معه منع تعرض المريض للفيروس مرة أخرى مع رفع مناعته حتى يثبت خلو جسمه تماماً من الفيروس. ويوضح العالم المصري أن عائلة «كورونا» هي فيروسات عالية التحور الوراثي وتنقسم إلى فرعين، فرع العائلة «تورو» يمثل 20% تقريباً من فيروسات عائلة «الكورونا»، ويشمل فيروسات تصيب الخيول وبعض أسماك المياه العذبة «الإبراميس والشبوط» بأوروبا، أما فرع العائلة «كورونا» والذي يمثل حوالي 80% من فيروسات العائلة، فيضم أربع فصائل رئيسة «ألفا وبيتا ودلتا وجاما»، طبقاً لتحاليل التتبع الجيني والتشعب الوراثي للحمض النووي الريبوزي «ر.ن.أ» لجينوم الفيروسات وجد أن الفصيلتين «ألفا وبيتا» مشتقتين من نسل جيني خاص بالخفافيش، أما الفصيلتان «دلتا وجاما» فمشتقتان من نسل جيني خاص بالطيور والخنازير، ووجد أن فيروسات الفصيلة «ألفا» تشمل فيروسات كورونا التي تصيب الإنسان والخفافيش والخنازير. أما فيروسات الفصيلة «بيتا»، فهي الأخطر على الإنسان، حيث تحتوي على أربعة أنساب جينية «أ» و«بي» و«سي» و«دي»، النسب «أ» يشمل فيروسات كورونا تصيب الإنسان فقط، أما النسب «بي» فيشمل فيروسات السارس والتي تتشابه جينياً مع فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» بنسبة تصل لـ 79%، والنسب «سي» يشمل فيروسات خاصة بالخفافيش وكذلك «الميرس كورونا» والذي وجد أنه يتشابه جينياً مع فيروس «كوفيد 19» بنسبة حوالي 57%، أما النسب «دي»، فهو يشمل فيروسات خاصة بالخفافيش فقط. ويرى علاء الخولي أن فيروس «كورونا» ضعيف خارج الجسم، ولكنه يصبح ضارياً داخل الجسم المصاب، ولديه القدرة على الانتشار السريع بين البشر، مع فترة حضانة طويلة تصل إلى 14 يوماً قبل ظهور الأعراض. وشدد على أنه يجب الحذر وعدم التراخي في للتعامل مع هذا النوع من الأوبئة؛ لأنه من الممكن أن تنحصر الإصابات الجديدة، خاصة عند استخدام الأمصال والأدوية العلاجية واللقاحات الوقائية، ولكن من الممكن أيضاً أن يتحور الفيروس محدثاً طفرة منه تقاوم هذه الأدوية و اللقاحات. ويقول عالم الفيروسات، إنه حال الالتزام من الجميع بالإرشادات الوقائية والتعليمات الصحية الخاصة بالنظافة الشخصية والعامة والتطهير وتجنب التلامس والتجمعات، من الممكن السيطرة على الفيروس بالدول الأقل انتشاراً بها.

مشاركة :