يواجه الجميع الآن معضلة واحدة وهي وباء كورونا، ليست الشركات والمؤسسات التجارية وحدها وإنما الأشخاص والحكومات والمنظمات غير التجارية، ومن ثم فإن السؤال: كيف تعاملت العلامات التجارية مع أزمة كورونا؟ ليس سؤالًا عن دور هذه العلامة أو تلك، وإنما هو مثال حي لما يمكن أن تفعله هذه المشروعات التجارية حيال أزمة كهذه. لكن الأكثر أهمية في السؤال الذي نطرحه هنا هو ذاك المتمثل في مرونة هذه العلامات التجارية والشركات المختلفة، وقدرتها على مواجهة الأحداث المفاجئة والطارئة، والتأقلم معها. وثمة أمر آخر في هذا الصدد أيضًا، وهو على قدر كبير من الأهمية، وهو ذاك المتعلق بقدرة العلامات التجارية على صناعة صورتها الذهنية لدى الجمهور حتى ولو كان ذلك عبر استغلال حدث من الأحداث كوباء كورونا العالمي على سبيل المثال. إن العمل التجاري، من حيث هو كذلك أي من حيث هو تجاري، يهدف إلى الربح ويسعى إليه، لكنه سيحسن صنعًا إن فعل ذلك عبر عدة طرق أخلاقية ومسؤولة اجتماعيًا، ونافعة بيئيًا. اقرأ أيضًا: مشروعات نجحت في ظل الأزمات والآن سنحاول تقديم إجابة واقعية عن السؤال المطروح هنا: كيف تعاملت العلامات التجارية مع أزمة كورونا؟ وذلك على النحو التالي:1- كوستا كوفي هي علامة تجارية يمتد عمرها لأكثر من 50 عامًا، استحوذت عليها شركة كوكاكولا في يناير من عام 2009 بأكثر من 5 مليارات دولار. لدى كوستا كوفي 4000 متجر، كما أن لديها 9500 مقهى يقدم الخدمة الذاتية وهي موجودة في 9 دول تقريبًا. وبدءًا من 19 مارس، وفقًا لاستقصاء Eddy Goldberg؛ الكاتب المتخصص في الفرنشايز، فعل “كوستا” ما يلي:* تقديم جميع المشروبات في أكواب الوجبات الجاهزة، والطعام في عبوات الوجبات السريعة.* تقديم مجموعة محددة من الوجبات والأطعمة.* إلغاء كل التعاملات النقدية.* المحافظة على مستوى عالٍ من النظافة والتعقيم الدائمين. اقرأ أيضًا: الشركة الناشئة المرنة.. استراتيجيات للوقاية من الفشل2- زابكا بولسكا قررت هذه العلامة، والتي هي صاحبة أكبر سلسلة متاجر في وسط وشرق أوروبا؛ لديها أكثر من 6000 متجر تديرها أكثر من 4500 صاحب امتياز يخدمون أكثر من مليوني عميل يوميًا، أن تنتهج مخالفًا بعض الشيء؛ إذ لم تقصر جهودها في التعاطي مع أزمة كورونا على الإجراءات التنظيمية والتعقيم وخلافه، وإنما قررت أن تساعد في ذلك ماليًا، أي عبر تقديم الدعم المالي للجهات والمنظمات الصحية التي تحارب هذا الوباء. وقال توماس زوتشانسكي؛ الرئيس التنفيذي لزابكا بولسكا: “نحن نقدر مشاركة إخصائيي الرعاية الصحية والوزارات والوحدات التي يشرفون عليها؛ ولهذا السبب قررنا تقديم الدعم المالي للمؤسسات التي تلعب دورًا استراتيجيًا في حل المشكلات التي تهمنا جميعًا”. اقرأ أيضًا: مخاطر التخطيط.. تحديات وحلول3- شركة الإطارات الكندية قررت شركة الإطارات الكندية Canadian Tire Corp التي تدير أكثر من 500 متجر في جميع أنحاء كندا تخفيض ساعات العمل؛ وذلك استجابة منها للمخاوف المتزايدة من جراء انتشار فيروس كورونا، كما قررت إغلاق بعض متاجر التجزئة الأخرى إغلاقًا جزئيًا. وعملت الشركة، وبشكل موازٍ، على التوعية الشخصية وتشجيع ممارسات النظافة القوية بين أعضاء الفريق، وإتاحة معقمات ومناديل اليد في جميع محطات العمل وأماكن التجمع، مثل غرف الطعام وأماكن انتظار الخدمة. اقرأ أيضًا: إفلاس الشركات.. هل تصبح “توماس كوك” بداية الانهيار؟4- The Second Cup أعلنت العلامة التجارية الشهيرة والخاصة بالقهوة اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات لمواجهة فيروس كورونا، وذلك على النحو التالي: * تأجيل حصول الشركة على مستحقاتها المالية من ممنوحي الفرنشايز. * مساعدة ممنوحي الفرنشايز المتعثرين، سواء بالدعم الفني أو التمويل أو تأجيل السداد.* قررت المجموعة قصر عملها على الطلبات الخارجية فقط. اقرأ أيضًا: التسويق الإداري.. خَطط كمحارب5- Marriott International تأثر قطاع السياحة والسفر والفندقة، بشكل خاص، تأثرًا بالغًا بفيروس كورونا؛ حيث تم إيقاف الطيران، وإلغاء كل أنشطة الرحلات والتنقلات المختلفة، وهو الأمر الذي خلف وراءه كارثة كبرى على هذا القطاع. وقال آرني إم. سورنسون؛ الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ماريوت إنترناشونال، تعبيرًا عن هذه الكارثة: “تأثرت صناعة السفر بطرق غير مسبوقة بكوفيد 19”. وأضاف: “مع انتشار الفيروس والجهود المبذولة لاحتوائه في جميع أنحاء العالم، انخفض الطلب في فنادقنا بشكل كبير”. وحيال أمر كهذا لم يكن أمام هذه العلامة التجارية الكبرى سوى اللجوء إلى تخفيض النفقات، وتأجيل صفقات الاستحواذ، وكل أنشطة التجديد واستحداث الأثاث وما إلى ذلك. اقرأ أيضًا: استراتيجية تنمية الجمهور حاصل القول إن إجابتنا عن هذا سؤال “كيف تعاملت العلامات التجارية مع أزمة كورونا؟” قادنا إلى الدور الذي تلعبه هذه الشركات والمؤسسات التجارية لكي تحمي رؤوس أموالها ومصالح المستثمرين، وحتى تنهض بالدور المنوط بها اجتماعيًا وبيئيًا وما إلى ذلك. إن التزام هذه العلامات التجارية، ناهيك عن شتى المؤسسات التجارية الساعية إلى الربح، بمعايير وأسس المسؤولية الاجتماعية، هو واحد من أبرز الاستخلاصات التي يمكن التوصل إليها، وهو أيضًا من بين الأمور الإيجابية لهذه الجائحة العالمية. اقرأ أيضًا: الفرنشايز وكوفيد 19.. وسائل لتخفيف حدة الأزمة قرار الفرنشايز.. 6 خطوات قبل خوض المغامرة فرص الفرنشايز في 2020
مشاركة :