بدأ مئات الأشخاص الذين نزحوا عن مدينة تكريت العراقية العودة إلى منازلهم أمس الإثنين (15 يونيو/ حزيران 2015) بعد ثلاثة أشهر من استعادة القوات الموالية للحكومة السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)». وطردت القوات الحكومية التنظيم المتشدد من تكريت في أبريل/ نيسان بعد شهر من المعارك مدعومة بغارات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وفصائل شيعية. وبقي معظم مناطق المدينة مهجوراً منذ ذلك الحين. وقال مسئول محلي ومصدر في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين إن الحكومة استأجرت حافلات لنقل أكثر من 300 عائلة من المخيمات التي كانوا يقيمون فيها إلى تكريت. وتوجهت قوافل تقل نحو 50 عائلة وترافقها الشرطة صوب تكريت من مدينتي سامراء إلى الجنوب وكركوك في الشمال. وقال عدنان التكريتي وهو أحد سكان المدينة «نحن سعداء جداً بالعودة. نكاد لا نصدق أننا نرى تكريت مرة أخرى». وأضاف «المدينة ميتة. لا توجد أسواق أو خدمات. لا تتوافر الكهرباء والمياه ... يعملون على إصلاحها وسوف ننتظر لنرى متى يمكن أن يمدوننا بتلك الخدمات». وعبر مسئولون عراقيون عن قلقهم من أن يتمكن تنظيم «داعش» من إعادة إقامة وجود له في مناطق طرد منها عبر التسلل بين السكان العائدين. من جانب آخر، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إن نحو 40 انتحارياً يدخلون البلاد شهرياً، داعياً في كلمة ألقاها أمس (الإثنين) دول الجوار إلى الحد من تدفقهم. وقال العبادي «يدخل العراق كمعدل شهري أربعون انتحارياً في الشهر، يتسببون بقتل الأبرياء من العراقيين»، وذلك في كلمة متلفزة خلال احتفال. وأضاف «اليوم معاناتنا الحقيقية من المقاتلين والإرهابيين الذين يأتون من خارج الحدود، من كل هذه الدول، من كل هذه المجتمعات، من مجتمعات لا تعرف العراق ولم تعش في العراق»، من دون أن يسمي هذه الدول والمجتمعات. وأشار إلى أن «عدد المقاتلين الأجانب في العراق الآن أصبح يفوق عدد العراقيين، من مختلف دول العالم»، مؤكداً «نحتاج إلى علاج». واعتبر أنه «على الآخرين (...) أن يوقفوا مجيء هؤلاء الإرهابين إلى بلادنا وأن يوقفوا ماكينة القتل والتدمير والإرهاب». وحذر العبادي من أن «هذه المنظمة الإرهابية لن تتمكن الجيوش الموجودة في المنطقة بتشكيلتها الحالية من الصمود أمامها. هذه ليست حرباً عادية». وأضاف «هذه ليست حرب جيش مع جيش، هذه منظمة إرهابية تسيطر على مساحات شاسعة (...) تقوم بأعمال إرهابية وجهد إرهابي». وقتل 17 شخصاً في العراق أمس (الإثنين) في اشتباكات بين تنظيم «داعش» وقوات موالية للحكومة في بلدة بيجي القريبة من أكبر مصفاة نفطية في البلاد. وفجر الصراع في العراق مزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان من جميع الأطراف كما أثار المخاوف من حدوث أزمة إنسانية. واتهم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في كلمة له في جنيف أمس (الإثنين) تنظيم «داعش» بارتكاب «أحقر الانتهاكات بحق الشعب العراقي في المناطق الواقعة تحت سيطرته».
مشاركة :