المتابع لتفاصيل تقرير وزارة الاقتصاد والتخطيط حول أسعار الغذاء في المملكة يتأكد له تحكم التجار بالأسعار وتغريدهم خارج السرب بعيدا عن مستويات الأسعار العالمية، ولا شك أن تأكيد الوزارة في تقريرها السنوي لعام 2014 على عدم ارتباط أسعار المواد الغذائية في المملكة بالأسعار العالمية منذ عام 2008 جاء دقيقا وواصفا للحالة التي نعيشها منذ سنوات في ظل شكاوى متكررة من ارتفاع الأسعار التي تسجل انخفاضات متوالية في الخارج وارتفاعات صاروخية في الداخل، كما أن مؤشر منظمة الفاو سجل تراجعا غير مسبوق في الشهر الماضي للمرة الأولى منذ 5 سنوات في الوقت الذي تسجل فيه الأسعار في المملكة تواصل تماسكها الشديد بالارتفاع المتوالي. ولا شك أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على الأسعار بالداخل ومن أبرزها الممارسات الاحتكارية والتكتلات بين التجار التي تمنع أي خفض في الأسعار، علما بأن التجار السعوديين غالبا ما يتحججون بوجود مخزون كبير بالأسعار المرتفعة حتى لايتجهوا للتخفيض كما يعتقدون بأن إلزامهم بالسعودة مبرر كاف لرفع الأسعار لعدم قناعتهم بالشباب السعودي وتفضيلهم الأجنبي الذي يقبل العمل لساعات طويلة.
مشاركة :