الدوحة - نشأت أمين ومنال عباس: أكد عددٌ من الدعاة والمُواطنين أن الرقابة الذاتيّة وتحمّل المسؤولية تجاه النفس والمجتمع هي خط الدفاع الأول للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، مشيرين إلى أن مواجهة هذا الفيروس تتطلب من الجميع أن يكونوا رقباء على أنفسهم وأسرهم ومن يتحملون مسؤوليتهم وأن يحكموا ضمائرهم في ممارساتهم لا أن ينتظروا رقابة الأجهزة المعنيّة بالدولة عليهم. وشدّد الدعاة والمواطنون، في تصريحات ل الراية ، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الجهات المعنية بالدولة للحدّ من انتشار الفيروس، مؤكدين أهمية المسؤولية الدينية والمجتمعية تجاه حماية النفس والآخرين للحماية من مخاطر الفيروس. وأشاروا إلى أن الاستهانة بالإجراءات الاحترازيّة والتدابير الوقائيّة التي اتخذتها الجهات المعنية بهدف حماية المجتمع وضمان سلامة أفراده، تهدر جهود الدولة لمحاصرة هذا الفيروس وتزيد من فرص انتشاره وتطيل من أمد السيطرة عليه، مُطالبين بضرورة تشديد العقوبات لردع المُخالفين والمُستهترين. وأكدوا أن مراقبة الشخص لنفسه أولى من أن يراقبه غيره، لذلك تبقى على الفرد مسؤولية تطبيق موجهات الحماية على نفسه والآخرين وعدم الإضرار بنفسه وغيره من أسرته والمحيطين به، مشدّدين على أن الشرع نهى عن الضرر بالنفس أو إلحاق الضرر بالآخرين، حيث لا يحلّ لمسلم أن يضر أخاه المسلم بقول أو فعل، وبالتالي فإن عدم مراقبة النفس وضبطها في هذه الظروف فيها كثير من الإضرار بالآخرين، ويجب على الفرد البعد عن أسباب التهلكة والحرص على حماية نفسه وأهله والمُحيطين به. ودعوا إلى ضرورة تكثيف جهود التوعية ومشاركة جميع منظمات المجتمع المدني في دعم جهود الدولة للحدّ من انتشار الفيروس، مشيرين إلى أن المواطنة الصالحة تتطلب أن يتحمّل الفرد مسؤوليته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، وأن تتكاتف الجهود للحفاظ على أمن وسلامة المجتمع في وقت الأزمات، وأن يقف الجميع صفاً واحداً خلف جهود الدولة لمكافحة انتشار الفيروس، لا سيما أن انتشار هذا الفيروس بمثابة حرب صامتة يضغط فيها الفيروس على موارد الدولة، لا سيما على موارد القطاع الصحيّ. ورأوا أن الجميع يتحملون جانباً من المسؤولية في مواجهة انتشار الفيروس، وتكمن هذه المسؤولية في الالتزام بتنفيذ توجيهات الجهات المعنيّة بالدولة، مشدّدين على ضرورة تكثيف جهود التوعية، إلى جانب تغليظ العقوبات بحق المُخالفين الذين يستهترون بحياتهم وحياة من حولهم. وأكدوا أن نشر أسماء مخالفي ضوابط العزل المنزلي في وسائل الإعلام يُتيح لكل من تواصل معهم معرفة أنهم كانوا بالعزل ليُسارعوا إلى مُراجعة الجهات الصحيّة. د.محمد سيف الكواري: زيادة الوعي يقوي حصانة المجتمعات اعتبر الدكتور محمد سيف الكواري أن تشديد العقوبات ليس بالرادع الأمثل دائماً، مؤكداً أن العمل على زيادة درجة الوعي لدى الناس أفضل من تشديد العقوبات. وأضاف: الكثير من دول العالم ركزت جهودها على تغليظ العقوبات ولم تركز على توعية الإنسان، وهذا خطأ لأننا نرى في الكثير من الأحيان أنه رغم وجود العقوبات، إلا أن المُخالفات لا تزال مستمرّة، وهو ما يحدث فيما يتعلق بالتعامل مع فيروس كورونا. وتابع: يجب إقناع الشخص بأنه ارتكب خطأ، وأن ذلك الخطأ يمكن أن يلحق الضرر بأسرته ومُجتمعه، وبذلك سوف يقتنع ولا يرتكب مثل هذا السلوك مجدداً. وأشار إلى أن معظم المُخالفين لإجراءات الحجر المنزلي عائدون من الخارج وبعضهم كان في سياحة والبعض الآخر كان مسافراً للدراسة، ولذلك فإن التوعية لديهم ضعيفة ولم يكونوا موجودين في البلاد منذ بداية الأزمة، كما أن الدول التي كانوا بها ربما كان حجم التوعية بها غير كافٍ كذلك أو لم يصل إلى هؤلاء الشباب على النحو المطلوب. د.ناصر العذبة: إيجابيات لنشر أسماء مُخالفي العزل المنزلي قال الدكتور ناصر العذبة المحامي: العزل المنزلي الذي تمّ تطبيقه كإجراء احترازي للحدّ من انتشار فيروس كورونا هو تجربة جديدة على الأشخاص العائدين من الخارج، وأغلب هؤلاء العائدين شباب حديثو السن وقد لا يدرك البعض منهم على نحو جيّد أبعاد سلوكياته الضارّة بنفسه وبمجتمعه، وهذا قد يكون من أسباب عدم التزام بعضهم بالتعهدات التي أخذوها على أنفسهم والتي تعرّضهم للمساءلة القانونيّة والعقوبات حال المخالفة، مشيراً إلى أنه حتى تؤتي تلك العقوبات أكلها، تحتاج هذه المسألة إلى بعض الوقت. وأضاف: نشر أسماء الأشخاص المخالفين لإجراءات الحجر الصحي المنزلي في وسائل الإعلام، ينطوي على جانب إيجابي وهو أنه يُتيح لكل من تواصل معهم معرفة أنهم كانوا في العزل المنزلي ويسارعون بمراجعة الجهات الصحيّة. وأكد أن المواطنة الصالحة تتطلب أن يتحمل كل فرد مسؤوليته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، وواجب المواطن تجاه وطنه هو التكاتف وحماية أمنه وسلامته في الأزمات والحروب، وانتشار كورونا هو حرب صامتة يضغط فيها الفيروس على موارد الدولة، خاصة موارد القطاع الصحي، وقد استنفرت الدولة جميع أجهزتها لمكافحة الفيروس.. فأين دور المواطن؟. وتابع: دور المواطن هو الاصطفاف خلف جهود الدولة بأجهزتها المُختلفة والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المعنيّة، وهو ما لم يفهمه البعض ممن نُشرت أسماؤهم. طالب الجميع بالالتزام بتوجيهات الجهات المعنيّة.. د.عايش القحطاني: الاستهتار يزيد من فرص انتشار الوباء على كل فرد أن يكون رقيباً على نفسه وأسرته ومُحيطه أكد فضيلة الدكتور عايش القحطاني أن الدولة تبذل كل إمكانياتها لمُكافحة هذا الوباء بتقديم التوعية والوقاية والحماية وتوفير كل الاحتياجات اللازمة للناس، لذلك يجب على الجميع تحمّل المسؤولية والقيام بالدور المطلوب، وذلك باتباع التعليمات والتوجيهات الصادرة من الدولة وتطبيقها، وأن يكون كل فرد رقيباً على نفسه وأسرته ومُحيطه. وأوضح أن الإسلام حثّ على عدم الإضرار بالنفس أو إلحاق الضرر بالآخرين، موضحاً أن الضرر في اللغة هو المفسدة، وفي الاصطلاح هو الإخلال بمصلحة مشروعة للنفس أو الآخرين، تعدياً أو إهمالاً، وبالتالي فإن الشريعة تنفي الضرر والإفساد، وذلك يكون بمنع وجوده أصلاً، أو برفعه وإزالته بعد وجوده. وشدّد على أهمية الإحساس بالمسؤولية المجتمعية للحدّ من خطر انتشار كورونا وحماية جميع أفراد المجتمع من خطره وانتشاره. وقال إن الاستهتار سيساهم في نشر الوباء، والدولة كانت حازمة من خلال الإجراءات التي اتخذتها بهدف حماية أرواح الناس ووضعت العقوبات الرادعة للمُخالفين. وتابع: نقول للمُستهترين والله نحبكم في الله فأنتم منا ونحن منكم فاتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم وفي بلادكم وفي أرواح من تنقلون العدوى لهم بقصد أو بدون قصد نتيجة لاستهتاركم أو قلة الوعي لديكم بخطر هذا الوباء، فالدولة مهما بذلت لن تستطيع القضاء على الوباء دون تكاتف وتعاون الجميع، وأشار الي حديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ). ونوّه بأنه على كل فرد واجب شرعي اجتماعي في مجابهة هذا الوباء ومحاربته ليقوم بدوره على أكمل وجه للقضاء عليه وإنقاذ البلاد والعباد من خطره وشره. وقال: يجب على كل منا أن يكون لبنة بناء لا معول هدم. وحول السلوكيات الخاطئة للبعض ممن لا يُبالون بأنفسهم وأهلهم والمجتمع من حولهم، قال: من يتعمّد هذا السلوك سواء كان داخل أو خارج البلاد يعتبر آثماً شرعاً ويجب عقابه وردعه، لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً). د.محمد المريخي: مُراقبة الشخص نفسَه تحمي المُجتمع قال فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي إن مراقبة المسلم لنفسه بنفسه أولى من أن يُراقبه غيره، وهذا أمر يحثّ الإسلام على اتباعه، لتكون الرقابة نابعة من الذات، ابتغاء مرضات الله الذي وعد بأكبر الثواب لمن خافه في الغيب. وأضاف: في هذه الظروف التي تمرّ على جميع دول العالم ويتأثر بها المسلمون وغيرهم، على المرء أن يكون رقيباً على نفسه قبل أن تراقبه الجهات المعنيّة، حفاظاً على نفسه والمجتمع ككل، ثم امتثالاً لأمر الله الذي أمر بحفظ النفس وعدم إلقائها في المهلكات، كما قال الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة...)، وقال جل وعلا (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً). وتابع: من المعلوم أن فيروس كورونا يسبب مرضاً خطيراً يؤدّي إلى الموت، لذلك فإن هناك مسؤولية تجاه النفس والمجتمع، ويجب على كل مسلم أن يحفظ نفسه ولا يوردها الموارد المهلكة، وأن يمتلك الإرادة بعد الله النابعة من إيمانه ودينه، فيأتمر لأمر ولي أمره الذي أمر الله بطاعته، ولا يتعرّض للإثم بمُخالفة ولي الأمر التي هي معصية لله تعالى. د.عبدالله الكبيسي: جميع أفراد المجتمع عليهم مسؤولية مواجهة الفيروس قال الدكتور عبدالله جمعة الكبيسي، الأستاذ بجامعة قطر، إن الدولة اتخذت حزمة من الإجراءات الاحترازيّة والتدابير الوقائيّة للحدّ من انتشار فيروس كورونا، وهذه الإجراءات تصبّ في صالح المجتمع ويتعيّن على الجميع الالتزام بهذه الإجراءات والتدابير، لأن عدم الالتزام بها من شأنه إلحاق الضرر بالنفس والأهل وبجميع المُحيطين، ما يضرّ بالمجتمع ككل، وترك الإنسان نفسه لهواها قد يضرّ في أول ما يضرّ بأهله. وأضاف: جميع أفراد المُجتمع يجب أن يقدّر كل منهم أنه مسؤول عن نفسه وأفراد أسرته ومُحيطه، وأن هذه المسؤولية تكمن في الوعي والالتزام بتوجيهات الجهات المعنيّة بالدولة، وأن من يُخالف يُعرّض نفسه للمساءلة القانونيّة. وأكد أن التعهّد الذي يوقع عليه العائدون من السفر بالالتزام بضوابط واشتراطات الحجر المنزلي لم يُجدِ مع الكثيرين ممن وقعوا على هذا التعهّد، وخالفه الكثيرون، إذ أن العزل المنزلي يُثير الخوف في نفس الشخص الخاضع للحجر كما يُثير التوتّر النفسي بين أفراد أسرته. د.بدر الدين عثمان: الالتزام بتوجيهات الدولة مسؤولية كل فرد أكد الدكتور بدر الدين عثمان، الداعية الإسلامي، أهمية الالتزام بتوجيهات الجهات المعنيّة للحدّ من انتشار فيروس «كورونا»، مشيراً إلى اهتمام الدولة الكبير بحماية المجتمع من منطلق «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، حيث وفرت الدولة كل ما من شأنه الحفاظ على صحة وحياة كل من يعيش على أرضها، وتبقى مسؤولية الفرد نفسه في تطبيق هذه الموجهات على نفسه والآخرين وعدم الاستهتار بالإجراءات الاحترازيّة والتدابير الوقائيّة التي اتخذتها الجهات المعنيّة حتى لا يضرّ بنفسه وغيره. وأضاف إن الشريعة الإسلامية نهت عن الضرر، فلا يحلّ لمسلم أن يضر أخاه المسلم بقول أو فعل، وهذا شرح عام في كل حال على كل أحد، وبالتالي، فإن عدم مراقبة النفس وضبطها في هذه الظروف فيه كثير من الإضرار بالآخرين. ونوّه بالإجراءات التي اتخذتها الدولة والتي قضت بدوام الموظفين من منازلهم وحددت الفئات بنسب واضحة، لذلك لا يحقّ لأي موظف طالما أن العمل نفسه يتم من داخل البيت، أن يخرج أو يختلط بالآخرين أو يكثر من الذهاب لمراكز التسوّق والمجمعات التجاريّة وغيرها من أماكن التجمعات التي يمكن أن تكون سبباً في انتشار المرض. وعن المُخالفين لاشتراطات العزل الصحي المنزلي بقصد أو غير قصد، أكد أن ذلك حرام شرعاً، إذ أن هؤلاء الأشخاص قد يكون من بينهم من يحمل الفيروس فيؤدّي بذلك إلى الإضرار بالآخرين، مُستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه «لا ضرر ولا ضرار»، لأن الشريعة مبنيّة على جلب المصالح ودفع المفاسد، والمعنى الذي يدلّ عليه الحديث هو أن الشخص ليس مطلوباً منه أن يضر نفسه، وليس مسموحاً له أن يضرّ غيره، كما لا يجوز للإنسان أن يلقي بنفسه إلى التهلكة، ويجب عليه الابتعاد عن أسباب التهلكة وأن يتحرز منها، وأن يحرص على حماية نفسه وحماية الآخرين. كما أن كل إنسان أمانة في عنق أخيه، لذلك لا بد أن يعمل كل فرد على حماية الآخر والالتزام بالتوجيهات التي تُصدرها الجهات المعنيّة في الدولة.
مشاركة :