حذر وزير الثقافة البريطاني أوليفر دودن، المسؤول عن الرياضة، عالم كرة القدم في بلاده وحث القائمين على اللعبة على "ضرورة التفكير بكل عناية في الخطوات المقبلة" في ظل استمرار الجدال حول خفض رواتب اللاعبين. وبسبب استمرار تفشي فيروس كورونا حول العالم توقفت مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم صاحب أعلى إيرادات على مستوى العالم وطلبت الأندية من لاعبيها الموافقة على خفض رواتبهم بواقع 30 في المئة. ولم يوافق بعد اتحاد اللاعبين المحترفين على التخفيض المقترح وقال بعد انتهاء اجتماع الجمعة دون اتفاق إن تقليل الأجور سيخفض واردات الضرائب التي تحصل من خلالها خدمات الصحة الوطنية على الأموال. وكتب دودن في صحيفة تليجراف أن الجدال الدائر بين اتحاد اللاعبين ورابطة الدوري الممتاز حول خفض الأجور هو أمر "مقلق للغاية خاصة وأنه يأتي في وقت أعلنت فيه مزيد من الأندية عن منح العديد من موظفيهم أصحاب الدخول المنخفضة إجازات مفتوحة." وأعلن نادي ليفربول متصدر الدوري الانجليزي يوم السبت أنه سيستفيد من خطة الحكومة الرامية لمساعدة الكيانات المتأثرة بالأزمة في دفع رواتب بعض طواقم العاملين في صفوفه على غرار إعلانات مماثلة من فرق توتنهام هوتسبير ونيوكاسل يونايتد ونوريتش سيتي. وكتب الوزير "تحميل تكاليف تسريح العاملين الأقل تكلفة للخزانة العامة في الوقت الذي يحصل فيه اللاعبون على الملايين دون أن يتأثر الملاك أصحاب المليارات هو أمر لن يتقبله الجمهور مطلقا." وأضاف دودن "وفي ظل وجود أزمة على المستوى الوطني فإنه يتعين على رياضتنا الوطنية الاضطلاع بدورها. أتمنى أن تتفهم سلطات كرة القدم الشعور العام في البلاد وأن تخرج سريعا باتفاق في ظل هذه الأوضاع." وعبر الوزير عن مخاوفه من أن تؤدي المشاحنات بين اتحاد اللاعبين ورابطة الدوري حول خفض الرواتب إلى التغطية على جهود المساعدة الإيجابية التي تقوم بها الرياضة حاليا. وقال عن ذلك "من المهم جدا ألا يسيء الخلاف حول خفض أجور اللاعبين إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الرياضة، بما في ذلك كرة القدم، في مساعدة الجهود الحكومية في مواجهة فيروس كورونا." وأضاف ".. الرياضة كانت أول من طرق بابي مع قائمة طويلة من العروض لدعم الخدمات الصحية الوطنية ومساعدة الفئات الأضعف في بلادنا والحفاظ على سلامة وصحة الأسر في بيوتهم." وأشاد دودن بجهود ماركوس راشفورد لاعب مانشستر يونايتد وزميله في الفريق هاري مجواير ولاعب ليفربول ترينت ألكسندر-أرنولد وبلاعبتي منتخب انجلترا النسائي ريتشيل دالي وميلي برايت إلى جانب مبادرات مماثلة من رياضات أخرى. وأكد اتحاد اللاعبين أن اللاعبين سيقدمون تبرعات لكنه تساءل عن جدوى خفض الرواتب. وقال الاتحاد "خفض 30 في المئة من الرواتب سيكلف الخزانة العامة مبالغ طائلة. وسيلحق هذا ضررا كبيرا بخدمات الصحة الوطنية في بلادنا وبخدمات أخرى تمولها الحكومة." وتستمر المحادثات بين ممثلي اللاعبين والدوري قي هذا الصدد خلال الأسبوع الحالي. وقال جوردون تيلور الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبين اليوم الإثنين إن اللاعبين يريدون معرفة الجهة التي ستوجه إليها أموالهم مؤكدا رغبة اللاعبين الأجانب في إرسال أموالهم إلى بلدانهم الاصلية للمساعدة في جهود التصدي للعدوى فيها أيضا. ونقلت شبكة سكاي سبورتس نيوز عن تيلور قوله "هناك العديد من اللاعبين الأجانب الذين يأتون إلى بلادنا وهم يعرفون ما تنص عليه العقود التي سيحصلون عليها وهي تختلف أحيانا عما يعرفوه في مناطق مختلفة من العالم." وأضاف تيلور "كثير منهم أيضا يريدون مساعدة بلدانهم الأصلية وأسرهم وكذلك العناية بأسرهم وأصدقائهم تماما مثل اللاعبين هنا.
مشاركة :