عندما بدأ بن لودرير، البالغ من العمر 30 عامًا يشعر بالمرض، لم يكن متفاجئًا بذلك، لأن زوجته براندي أًصيبت بفيروس كورونا قبل بضعة أيام، ولم يكن قلقاً لأن أعراض زوجته خفيفة جداً وكانت صحتها في تحسن مستمر. ولكن سرعان ما أصبحت أعراض "بن" أكثر حدة، فأصبح يعاني من ضيق في التنفس، لذلك قرر بحلول الجمعة الأخيرة في شهر مارس، الذهاب إلى المستشفى. وفعلا ذهب وزوجته إلى المستشفى لكن لم تستطع الدخول معه لأنهم يرفضون دخول الزوار، لذا جلست في السيارة طوال الليل. وقالت براندي: "تم وضع آلات الأوكسجين في المستشفى واستجاب بشكل جيد، أعطوه سوائل، وعقارTylenol، ثم أعادوه إلى المنزل في نفس المساء"، مضيفة أنه في اليوم التالي، شعر بتحسن وخرج من الغرفة وتناول العشاء معنا للمرة الأولى. وقالت: "كان يوم الأحد يوماً رائعاً، لقد كان يتحرك ويتحدث إلينا، كان بن على طريق التعافي، على ما يبدو، ولكن في تلك الليلة عادت أعراض المرض بطريقة أقوى". وأشارت إلى أن زوجها كان يقول إن هذه الليالي هي الأسوأ بالنسبة له، فقد كان يتصبب عرقاً، ويتنفس بصعوبة شديدة. وفي نفس الليلة، عانى "بن" معاناة شديدة، وأرسل رسالة لزوجته التي كانت نائمة على الأريكة في الصالة بينما هو ينام في الغرفة "أنا مريض جدا"، فردت عليه "هل تريد الذهاب إلى المستشفى"، فقال لها "لا أعلم". حاولت براندي تهدئته وأعطته دواء حصلت عليه من صديقتها، وبالفعل بدأ "بن" يهدأ ويتحسن، وبدأ ينام، وحرصت زوجته على فحصه كل فترة، إلا أنها في السادسة صباحاً وجدت زوجها قد فارق الحياة. قصة بن لوديرر هي واحدة من العديد من القصص التي حيرت مسؤولي الصحة حول العالم، لماذا يصاب بعض الشباب بفيروس كورونا ويموتون فجأة، وخاصة أن بعضهم يتمتع بصحة جيدة؟ الشباب ليسوا محصنين من المؤكد أن فيروس كورونا يؤثر بشكل كبير على كبار السن، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض أخرى مثل أمراض القلب وأمراض الرئة والسكري، إلا أنه مع مرور الوقت أصبح واضحاً أن هناك عشرات الوفيات من الشباب مثل "بن"، مما يؤكد أن الشباب والأصحاء ليسوا محصنين ضد الفيروس بأي حال من الأحوال، وفقاً لشبكة "سي إن إن". أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وعضو فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا، بدوره قال: "امن غير المرجح أن يموت الأشخاص الأصغر سنًا، ولكن هناك نمط غير عادي يبدو أنه يظهر، هذا ما يجعل فيروس كورونا مرضا غير عادي". وأضاف: "ما يحدث لا علاقة له بالعمر أو بالحالة الصحية هناك شيء آخر يحدث في الجسم، آمل أنه نكتشفه في النهاية". أسباب وفاة الشباب وعن أسباب وفاة بعض الفئة الشابة يعتقد بعض العلماء أن السبب قد يرجع إلى الجينات، فقد يختلف التركيب الجيني للإنزيم ، ACE2 هو بروتين يوجد على السطح الخارجي للخلايا في الرئتين، والقلب، وهو المستقبل الذي يرتبط به فيروس كورونا. ففي مقال نشر في مجلة "ساينس"، قال عالم المناعة الدكتور فيليب مورفي من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أن "الاختلافات في جين ACE2 الذي يعتبر المستقبل يمكن أن يجعل دخول الفيروس إلى خلايا الرئة أسهل أو أصعب". بينما يعتقد عدد آخر من الباحثين أن السبب قد يكون المكون الحاسم الذي ينتجه الجسم، والمعروف باسم "الفاعل بالسطح" (Pulmonary surfactant )، والذي يسمح للرئتين بالتمدد والتقلص بشكل أفضل. الرئتان تشبهان الإسفنجة، و"الفاعل بالسطح" أشبه بالمنظف الذي يجعلها ناعمة ومرنة، وبدون هذه المادة، تصبح متيبسة ويصعب عملها، وهذا ما يسببه الفيروس فهو يوقف عمل هذه المادة، لذلك يتطلب وضع بعض المرضى على الجهاز التنفسي. وهناك احتمال ثالث، يٌعتقد أن يكون هو سبب وفاة الفئة العمرية الشابة، حيث ان يعضهم يمتلكون جهازا مناعيا قويا، وعند الإصابة بفيروس كورونا يطلق الجهاز عواصف من بروتينات السيتوكينات التي تقتل الفيروسات، وقد تكون قوية في الكثير من الأحيان، ما يؤدي إلى تدمير بعض أعضاء الجسم مثل القلب والرئتين. لذلك يعتقد الكثير من العلماء أن الأدوية التي تعمل على تهدئة الجهاز المناعي، تكون سبباً في شفاء بعض مرضى فيروس كورونا. قد يستغرق التعرف على المرض بشكل أدق، وتحديد أي الفئات أكثر عرضة للإصابة به، إلى شهور، لذلك في الوقت الحالي، أفضل إجراء كما يعتقد الخبراء هو البقاء بالمنزل وغسل اليدين باستمرار واتباع الارشادات الطبية.كلمات دالة: فيروس كورونا ، ضحايا كورونا، كورونا، فيروس كورونا ، فيروس كورونا الجديد، كورونا الجديد ، وباء كورونا، وفيات كورونا طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :