يُعد الكاتب السعودي رشاد حسن أحد أهم الكتاب السعوديين الذين تحدثوا عن أدب العزلة وذلك في كتابه "حين رأيت صوتي" ويرى أن الكاتب نفسه مسؤول عن مواجهة حوادثه بسلاح العزلة كي يستغرق فيها ويكتب، وقال "أجد أنني أمثل عزلة الآخر الدائمة، بل أكون حاضراً بذاتي فيها، من منّا لم يخل بنفسه في يوم ما، ويستغرق في شيء ما، ثم يعود ليعرضه على الآخر، كنت أسعى -ومازلت- أن أكونَه، أكتبه، وأقوله، وأخبره أنّ ما يشعر به هو ما أشعر به أيضاً، وبهذا الدور نستطيع أن نبدع مكتوباً حميمياً ودافئاً، فالكتابة هي استغراق في الذات، لكنها اتّصال بالآخر". وأشاد رشاد حسن بمبادرة أدب العزلة التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة وحفزت من خلالها الآلاف ليشاركوا بكتاباتهم وإبداعاتهم عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالمبادرة أو عبر الهاشتاق على منصة تويتر، ممن وجدوا في الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم اليوم فرصة لتفجير إبداعاتهم ومشاركة الآخرين بها، واصفاً المبادرة بـ "المحفزة" والتي "تحرّض الإنسان على التأمل، وهو مفتاح الكتابة، وفي ظني أنّه عامل مهم للكتابة الأدبية في عمومها". واستطرد رشاد حسن متحدثاً عن أدب العزلة وأبرز رموزه قائلاً إن "كل أدبٍ مصدره العزلة، لأنها حالة تنتج أدباً، فكل أديب يسكن فيه عزلته وقت إنتاجه الأدبي، في فكرته التي يعمل عليها، وكثير من الأعمال العظيمة كُتبت بهذه الحالة النفسية القصية عن الآخرين، كان الأدباء ينتهزون الفرصة للرحيل بغية إنتاج أعمالهم الأدبية، وها هم بعدما رجعوا قدموا أعمالهم التي توغّلت في جذور العالم. سالينجر، ريلكه، تولستوي، فوكنر، إدغار بو، همنغواي، أوكتافيو، سيلفيا بلاث، هرمان هس، وكافكا، بل حتى الأدباء العرب، أحمد شوقي، درويش، نزار قبّاني، عنترة، والفرزدق، هؤلاء من يحضروني الآن، بفضل عزلتهم تربّعوا اليوم على الأدب العالمي حتى قال النقّاد إنه يصعب إنتاج أدبٍ كالذي أنتجوه. يا لها من عزلة عظيمة، تلك التي بعدها يتخلّد اسم الكاتب". وأضاف رشاد حسن بأن "العزلة بوّابة الروح، وأعتقد أن الإنسان يحتاج أن يسحب نفسه من الآخرين أحياناً ويعود إليها، وحسب المرء إذا أراد أن يستريح، أن ينطوي على ذاته، فما من طريق آخر يصل معه الإنسان لفهم نفسه إلا بهذا الانطواء".
مشاركة :