منذ بزوغ موهبته كشمس في رائعة النهار، دقت الاجراس ايذاناً بميلاد نجم لا يشق له غبار في ملاعب كرة القدم الكويتية. فرض وجوده من اول لمسة على «المستطيل الاخضر»، وظل الصراع عليه محتدماً على مدى 3 سنوات بين أفضل الاندية، لكنه اختار بفطرته النادي الكبير فوقع له اول من امس لمدة 3 سنوات ليعود بالتالي الطير الى عشه بعد طول ترحال. انه الواعد الرائع فهد الهاجري الذي من الممكن ان يصلح نموذجا لتعريف الموهبة التي هي في الاساس سمات مركبة تعطي دائما الجديد النادر المختلف المفيد فكراً أو عملاً، اي الإنجاز الملموس الذي وضح بشكل جلي لديه، من خلال تنوع الاداء وتفرد في المناورة وتوزع في القدرات العقلية والنفسية والخيالية. الهاجري لعب في اكثر من مركز منذ ممارسته كرة القدم، وذلك لم يؤثر عليه سلبيا بل افاده كثيرا حيث لعب مهاجما عندما انضم الى نادي الكويت في البدايات ثم طرفاً ايمن في التضامن ثم قلب دفاع مع المنتخب بينما لعب في مركز الظهير الايمن مع السالمية. البعض يعتقد ان هذا الكلام مبالغ فيه وان الهاجري ما زال بلغة كرة القدم يحبو على «المستطيل الاخضر» لقلة سنوات الخبرة وتضاؤل سنوات التجربة قياسا بالمعمرين فيه الذين لا يؤتى على ذكرهم الا عند اعلان تشكيلة الفريق، لكن العلم يرد عليهم من خلال تجارب معملية وحياتية وخبراتيه ويقول «الموهبة هي قدرة خاصة لا يحتاج فيها اللاعب إلى أن يمتلك الخبرة». والموهبة هي أيضاً جزء من الطبيعة، ولذلك لا غرابة ان نكتشف يوماً بأن الهاجري يخفي بين ثناياه فجراً من التألق يخفي موهبة كانت له هدية، أشياء لم يتعلمها لم يلقنها له أحد. هي طبيعة فيه منذ ولادته واتضحت بعد مرور فترة من الزمن. الحقيقة التي لا شك فيها ان نادي المنشأ، اي التضامن كان وما زال منجم الدرر الذي نهلت وتنهل منه كرة القدم الكويتية وتلجأ اليه الاندية، ولعل الهاجري كان هدف معظمها منذ سنوات، بل فجر مشكلة بين اندية التضامن والسالمية والعربي في العام 2013، عندما فضل التواجد في الملعب عن الاموال، وعفّ عن الدنانير الكثيرة من اجل البقاء لفترات طويلة كجزء اساسي وليس كعنصر احتياط. ومن اجل ذلك، رفض المبلغ القياسي المقدم من العربي حينذاك وتمثل بـ 250 ألف دينار نحو (900 ألف دولار) وفضل الاعارة الى السالمية لمدة موسمين مقابل 110 آلاف دينار، وهو مبلغ اقل من نصف ما رصده «الأخضر» للحصول على خدماته. وكشف مدير الكرة في نادي التضامن حربي عدهان وقتها السر وقال إن اللاعب فضل الانتقال الى السالمية للعب في التشكيلة الاساسية رافضا الانتقال الى العربي والجلوس على دكة البدلاء. وبالامس فضل الهاجري عرض «العميد» وكأنه يعيد الى الاذهان بأن «من فات قديمه تاه». ففي نادي الكويت بدأ ممارسة كرة القدم إلا انه لم يجد الاهتمام الكافي فانقطع عن اللعبة لمدة عام قبل أن ينضم إلى فريق تحت 17 سنة في التضامن ليتم استدعاؤه إلى المنتخب الاول بعدها بستة اشهر فقط وذلك للمرة الاولى في سبتمبر 2012 وذلك لخوض عدد من المباريات الودية امام الامارات واوزبكستان وسورية والبحرين والفيليبين. ولعل توقيعه لـ«الكويت» حقق له الامنية التي كان يحلم بها والمتمثلة في العودة الى بيته الاول لكن هذه المرة محمولا على الاعناق، والدليل انه اكد منذ 3 سنوات وقبل وصول عرضي السالمية والعربي رغبته في الانضمام الى «العميد»، موضحا انه يتمنى اللعب لـ«الابيض» بعد انتهاء اعارته الى السالمية حيث انه يشجع نادي الكويت منذ نعومة اظافره.
مشاركة :