قال الأب سمعان الخوري راعي كنيسة الروم الأرثوذكس بالحصن في الأردن أن مسالة الشر من اخطر التحديات في الفكر الديني وما الحلول الكثيرة التي اقترحها المفكرون لمسألة الشر سوى دليل واضح على جدية هذه المسألة وضخامتها وان مسالة الشر هي اقوى العوامل التي تعزز موقف المشككين والملحدين فاذا كان الله لا يستطيع محو الشر فهذا يتعارض مع صفة المقدرة الكلية التي هي جزء من فكرتنا حوله واذا كان لا يريد محوه فهو يتعارض مع صفه اخرى ملازمة لفكرتنا عن الله هي الصلاح الكلي وربما كانت أعمال (البير كامو) المسرحية والروائية هي الأكثر حرارة في التعبير عن هذا الموقف.وأضاف الخوري عبر صفحته الرسمية "فيس بوك"، ان رواية (الطاعون) اشدها تعبيرا عن هذا الامر اذ تدور كلها على العذاب البشري والكاهن في هذه الرواية يجسد وجهه النظر الدينية التي تحاول المصالحة باي ثمن بين قدرة الله وصلاحه المطلقين ووجود الشر. وبعد تفسيره الطاعون الذي حل بالبلده على انه "غضب من الله" يعترف بان هذا النوع من الأمور يثير الاشمئزاز لانه يتجاوز ادراكنا البشري. الا انه يُصر على على حب الله للعالم.وتابع: لكن الطبيب الذي يمثل وجهة النظر الإنسانية المتصفة بالالحاد والشجاعة يجيب الكاهن: ان لي فكره مختلفه جدا عن الحب، لكن ما يهم هو صحة الإنسان لا الخلاص بالمعنى الديني.ويعترف الكاهن انه لم يستطع اقناع الطبيب. فيجيبه الطبيب: " هذا لا يهم فما اكره هو الموت والمرض كما تعلم. وسواء شئت ام ابيت، فنحن حليفان، نواجه الموت والمرض معا ونحاربهما معا "