لم يعد حجم الطلبيات على طائرات الركاب هو ما يقلق عملاقي صناعة الطائرات في العالم بوينغ وإيرباص، بل قدرتهما على تلبية تلك الطلبيات التي تمتد جداول تسليمها الزمنية لسنوات طويلة، وهو ما دفع الشركتين في الآونة الأخيرة للتفكير جديا في الاستثمار الكثيف في تحديث خطوط إنتاجهما. وكشفت كل من شركة بوينغ الأمريكية، وإيرباص الأوروبية خلال معرض باريس للطيران، عن حجم طلبيات ضخم على طائرات نقل المسافرين، وإن كانت هذه الطلبيات لم ترتق إلى ما تم تسجيله في العامين الماضيين. وبلغت قيمة الطلبات التي تلقتها الشركتان في اليوم الأول لمعرض باريس 30 مليار دولار معظمها من ناقلات من آسيا والشرق الأوسط. ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز عن مصادر مقربة من الشركتين قولها إن معرض باريس سيكون أخف نشاطا من معرض فارنبورو أو دورة معرض باريس عام 2013، وذلك بسبب إطلاق نسخ جديدة من طائرات الشركتين التي جذبت الكثير من الطلبيات. وإضافة إلى صفقات الشراء التي أبرمتها شركات خليجية بقيمة تزيد على 20 مليار دولار،تستمر موجة إبرام الصفقات في معرض باريس حيث أبرمت شركةغورودا الإندونيسية صفقة لشراء 60 طائرة بوينغ بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار بالسعر الأولي. كما وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع إيرباص لشراء 30 طائرة إيرباص إيه330 بقيمة تصل إلى 9 مليارات دولار. إلا أن كل هذه الصفقات لم ترتق بقيمتها إلى 116 مليار دولار قيمة صفقات معرضفارنبورو العام الماضي و135 مليار دولار قيمة صفقات معرض باريس 2013. وتشعر كل من بوينغ وإيرباص بتفاؤل غير مسبوق حيال مبيعاتهما. وتتوقع أيرباص أن يبلغ حجم الطلب العالمي على طائراتها خلال السنوات العشرين المقبلة 32600 طائرة ركاب تبلغ قيمتها الإجمالية 5 تريليونات دولار، أي بزيادة 1200 طائرة عن حجم توقعاتها الأخيرة التي أصدرتها العام الماضي. وكان لافتاً في معرض باريس هذا العام غياب شركات صناعة الدفاعات الجوية الرئيسية ومنها بي إيه إي سيستمز ونورث روب غرومان ، وذلك بسبب ضغط نفقات حكومات الاتحاد الأوروبي وخفض ميزانياتها.
مشاركة :