الدوحة - حسين أبوندا : حذر عددٌ من الخبراء والمواطنين من الآثار النفسية التي قد تسببها الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19» على كبار السن، في ظل التباعد الاجتماعي بين أفراد المجتمع ومكوث الكثيرين في منازلهم للوقاية من الفيروس.. مشيرين إلى أن هذا التباعد الاجتماعي قد يزيد من عزلة كبار السن حتى وإن كان ذلك يقيهم من مخاطر انتقال العدوى. وقال الخبراء والمواطنون، في تصريحات ل الراية ، إن سياسة التباعد الاجتماعي يجب أن لا تنسينا الاهتمام بكبار السن والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في تخفيف عزلتهم وخلق طرق مبتكرة للتواصل معهم ومشاركتهم أفكارهم وهمومهم والاستفادة من خبراتهم والعمل بآرائهم وإعطائهم المجال للحديث عن ذكرياتهم في الطفولة والشباب.. مشددين في الوقت نفسه على ضرورة تعزيز إجراءات الوقاية وعزلهم عن الأخبار السلبية واستغلال أوقاتهم في قراءة القرآن الكريم وممارسة هواياتهم المفضلة، وتلبية متطلباتهم من السوق، لتجنيبهم الخروج من المنزل، كونهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، مع ضرورة تجنب الحديث معهم عن نسب انتشار المرض وعدد الحالات والوفيات، وعدم ذكر عبارة «أن المرض يتسبب فقط بموت المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة» والاهتمام بنشر الأخبار الإيجابية المتمثلة في حالات الشفاء والجهود التي تبذلها الدولة لحصر المرض والقضاء عليه والأخبار الإيجابية الأخرى. وحثوا الأبناء، حال زيارتهم للآباء، على تجنب المصافحة والتقبيل، مع الحرص على الالتزام بالمسافة الآمنة التي لا تقل عن متر ونصف المتر.. داعين إلى ضرورة التخفيف عن كبار السن من خلال التحدث معهم باستمرار وحثهم على ممارسة بعض النشاطات المناسبة والمحببة لهم أثناء جلوسهم في المنزل. د. مأمون مبيض: التباعد بسبب كورونا يزيد عزلة المسنين أكّد الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي مدير إدارة العلاج والتأهيل في مركز دعم الصحة السلوكية أن كبير السن وحتى قبل انتشار فيروس كورونا يشعر بأن دوره لم يعد كالسابق في الأسرة بعد أن كبر الأبناء وأصبحوا مستقلين باتخاذ قراراتهم بينما كان هو من يقدم لهم كل شيء، ومن الطبيعي بعد أن يكبر الأبناء أن يكوّنوا أسرهم الخاصة ويوزعوا أوقاتهم بين آبائهم وأولادهم ووظائفهم وسيكون هناك نقص في التواصل، لكن هذا كله يمنح كبار السن الإحساس بأن دورهم في الحياة انتهى وبالتالي قد يخالجهم شعور بالوحدة أو العزلة أو الحزن. ولفت إلى أن التباعد الاجتماعي الصحي الذي ينصح به حالياً للحد من انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19» فاقم من عزلة المسنين والحل يكمن في التواصل معهم والاستماع إليهم وأخذ آرائهم في بعض المواضيع من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، وفي حال زيارتهم لا بد من الحرص على أخذ كافة الاحتياطات اللازمة وأبرزها تجنب المصافحة وترك المسافة الآمنة. ونصح بضرورة إعطاء كبار السن المجال للحديث عن ذكرياتهم في الشباب والطفولة ويفضل إحضار ألبومات الصور ومشاهدتها معهم مع ضرورة جعلهم يتحدثون عن ذكرى تلك الصور وهذا كله يساعد كبير السن على التكيف والتواجد مع العائلة وحتى لا يسبح خياله في المخاوف بسبب هذا المرض. وأوضح د. مبيض أن كبار السن لديهم القدرة على فهم الأمور بشكل كبير لأن الحياة علمتهم الكثير ومروا بتجارب مختلفة فلابد أن يكونوا بالنسبة للأبناء مصدر القوة ولابد أن يتعلموا منهم الأساليب التي اتبعوها لتجاوز الأزمات التي عاشوها في الماضي، فهم مصدر دعم وتشجيع لأبنائهم وأحفادهم. وشدد على ضرورة عزل كبار السن عن الأخبار التي تتحدث عن أعداد وفيات فيروس كورنا في العالم ويجب أن نبشر ولا ننفر ونأتيهم بالأخبار السعيدة المتمثلة في عدد المتعافين من هذا المرض. ووجّه نصحية لكبار السن بقضاء وقت فراغهم بممارسة بعض الهوايات مثل الطبخ أو الأعمال المنزلية الأخرى، والاهتمام بممارسة الرياضة المنزلية واستغلال الوقت بتلاوة القرآن الكريم وقراءة بعض الكتب ومتابعة البرامج التلفزيونية سواء الدينية أو التاريخية أو العلمية وقضاء الوقت في اللعب مع أعضاء الأسرة الذين نطمئن أنهم متواجدون في المنزل ولا يخرجون منه. د. موزة المالكي: التواصل المرئي يزيل القلق اعتبرت الدكتورة موزة المالكي الخبيرة النفسية أن قراءة الكتب والصحف ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة المقاطع المصورة على الإنترنت قادرة على سد وقت الفراغ عند كبار السن وتجنيبهم الشعور بالعزلة والوحدة، وعلى الرغم من ذلك فهم بحاجة للتواصل مع الأبناء، خاصة أن البعض قد يشعر بالقلق من تداعيات هذا الفيروس، وهو ما يتطلب من الأبناء ضرورة استغلال مكالمات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي المرئية للتواصل معهم، لا سيما أن الجهات المعنية أوصت بعدم مخالطة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. عبدالهادي المري: التوعية بطرق الوقاية من الفيروس أكّد عبدالهادي المري أن الغالبية العظمى أصبح لديهم الثقافة الكاملة في التعامل مع كبار السن وضرورة تجنب مصافحتهم أو تقبيل رؤوسهم وأيديهم بهدف حمايتهم من نقل العدوى إليهم في حال كان حاملاً أو مصاباً، لافتاً إلى أن ذلك كان صعباً على الأبناء في بداية الأزمة، لكنه إجراء احترازي مهم يجب على الجميع اتباعه بهدف الحفاظ على صحة هذه الفئة التي يهدد حياتها هذا الفيروس مقارنة بالأعمار الصغيرة. وشدد على ضرورة إبعاد كبار السن عن الأخبار السلبية عن المرض وضرورة زيادة التواصل معهم والتحدث معهم في أمور مختلفة بعيداً عن إحصائيات هذا المرض التي يتم نشرها بشكل مستمر، ناصحاً الأبناء في حال لم يكونوا يسكنون مع آبائهم وأمهاتهم ضرورة التقليل من زيارتهم واللجوء إلى وسائل التواصل المرئية والمسموعة للاطمئنان عليهم خلال هذه الفترة، خاصة أن الالتزام بالمنزل هو الحل الأمثل للحد من انتشار هذا الفيروس. صالح الدوسري: بث رسائل الاطمئنان في نفوسهم أكّد المهندس صالح الدوسري أنه حرص في بداية الأزمة على الحديث مع والدته حول هذا المرض وكل ما يتعلق به وسرعة انتشاره وحثها على ضرورة البقاء بالمنزل وعدم الخروج إلى الجمعيات ومراكز التسوق حفاظاً على سلامتها فضلاً عن ضرورة تجنب المصافحة وترك مسافة آمنة مع الآخرين فضلاً عن الاعتذار عن الزيارات.. لافتاً إلى أهمية التواصل بشكل مستمر مع كبار السن وبث رسائل الاطمئنان لديهم في هذه الفترة والحرص على تلبية جميع متطلباتهم لتجنب نزولهم بأنفسهم إلى الأماكن العامة. ولفت إلى ضرورة إخبار كبار السن عن الأمور الإيجابية وتعريفهم بأن هذه الإجراءات مؤقتة وأن الجلوس في البيت هو لسلامتهم .. مشدداً على ضرورة الاهتمام بنوعية الغذاء في هذه الفترة لكبار السن وحثهم على تناول الفاكهة والخضراوات وغيرها من المأكولات الصحية التي تعمل على تقوية المناعة.
مشاركة :