ألم ووحدة وخوف من الموت: مصابون بكورونا يروون تجاربهم

  • 4/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يخيّم الموت على المستشفيات والقلق على المنازل وكذلك الوحدة والرغبة بالمشاركة أو بالتغيير... مصابون بفيروس كورونا المستجدّ يروون لوكالة فرانس برس آلامهم ومخاوفهم، وقد فضّل بعضهم عدم الكشف عن أسمائهم الكاملة: روما - فابيو بيفيرالي طبيب قلب إيطالي من سكان روما يبلغ 65 عاماً: أمضى ثمانية أيام «معزولاً عن العالم» في قسم العناية الفائقة والإنعاش في مستشفى بوليكلينيكو اومبيرتو أونو في روما، وهي عيادة طبّ أسنان تم تحويلها إلى مستشفى لمواجهة الأزمة. وقال فابيو «كنت أشعر بآلام غريبة كأن هناك قرداً على ظهري، هكذا وصف أحد المرضى لديّ العوارض التي شعر بها». وأضاف «علاج الأوكسجين مؤلم والبحث عن الشريان الكعبري صعب، كان أفراد الطاقم الطبي يقومون بذلك مرتين في اليوم، لقد ساعدني واقع أنني طبيب لتحمّل الألم، كان المرضى الآخرون يائسين يصرخون +كفى، كفى+!». أُعطي مضادات للفيروسات، ضد الملاريا والإيدز وحتى عقار توسيليزوماب لالتهاب المفاصل. وروى أن «الوقت الأصعب هو خلال الليل، لم أتمكن من النوم والقلق كان يجتاح الغرفة، تبدأ الكوابيس ويخيّم الموت»، وقال «كنت أشعر بالخوف من أن أموت من دون أن أتمكن من الإمساك بأيادي أفراد عائلتي، كان اليأس يجتاحني». كانت أجساد أفراد الطاقم الطبي «مغطاة بالكامل، القدمان واليدان والرأس، لم أتمكن من رؤية إلا عيونهم خلف الأقنعة الزجاجية، عيون فيها الكثير من العاطفة، لم أكن أسمع إلا أصواتهم، الكثير منهم كانوا صغاراً في السنّ، أطباء في الصفوف الأمامية، كانت لحظة أمل». ووهان (الصين) - وان شونهو صيني يبلغ 44 عاماً يعاني من ارتفاع ضغط الدمّ، هو مستثمر متزوج ولديه فتاة تبلغ تسعة أعوام: نُقل في 30 يناير إلى مستشفى ميداني في ووهان «وسط» حيث ظهر الوباء للمرة الأولى، تعافى بعد مرور 17 يوماً في المستشفى، وقد أمضى 14 يوماً في الحجر الصحي ينتظر أن يتلقى على هاتفه رمزاً يؤكد أن صحته سليمة. في المرة الأولى التي ذهب فيها إلى المستشفى وكانت حرارة جسمه مرتفعة، تمّ تشخيص إصابته بكوفيد-19، إلا أنه أُعيد إلى منزله مع مضادات حيوية لعدم توفر غرفة له، وقال «كنت مرعوباً». تفاقمت حالته وبدأ بالسعال، أُدخل إلى أول مستشفى في 30 يناير. تلقى علاجاً بالهرمونات لتخفيض حرارة جسمه، لكنه كان لا يزال يعاني من صعوبات في التنفس، كان هناك نقص في الأدوية فيما استخدم العاملون الصحيون أكياسَ نفايات لتغطية أحذيتهم. في الرابع من فبراير، نُقل إلى أحد المستشفيين الميدانيين اللذين شُيّدا خصيصاً للمصابين بكورونا المستجدّ في ووهان، وقال «لم أكن خائفاً، لكن كان هناك خوف بين المرضى». وأضاف «اليوم أرى الأمور بطريقة مختلفة، أشعر بهدوء حيال كل شي، فعلاً هدوء، لقد وصلت إلى باب الجحيم وعدت، رأيت أولئك الذين لم يتعافوا والذين ماتوا، هذا الأمر أثّر فيّ كثيراً، لم أعد آخذ أي شيء على محمل الجدّ». جوهانسبرغ - كريستين محللة جنوب إفريقية تبلغ 28 عاماً تعاني من تكهف النخاع الشوكي، ثبُتت إصابتها بكورونا المستجدّ في 20 مارس: لم يتمكن صديقها داوي وهو محام جنوب إفريقي يبلغ 30 عاماً وصحته جيدة، من إجراء الفحص لأن «النظام الطبي تحت الضغط»، لكن لديه العوارض نفسها، وهما يعزلان نفسيهما في المنزل في جوهانسبرغ حيث يعملان عن بُعد. شعرت كريستين بأول عوارض بعد يومين من احتكاكها بزميلة لها مصابة وجاء الفحص ليؤكد الأمر، بعد ثلاثة أيام، أصبح داوي في الوضع نفسه، وتقول كريستين «العوارض تتقلّب من ساعة إلى أخرى، تذهب وتعود، كأنها موجات، الأمر مختلف عن الزكام: هناك إرهاق وصعوبة في التنفس وضغط على مستوى الصدر، الطريقة الأفضل لوصف ذلك هي كأنكم على علو مرتفع ولديكم صعوبة في التنفس». يتساءل داوي أحياناً ما إذا كانا «يبالغان»، لأن «هناك أياماً نشعر فيها أننا بأحسن الأحوال، في اليوم نفسه، نرتعش جراء الحرارة المرتفعة وبعدها نشعر أننا تحسنّا، الأسوأ هو خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما واجهت صعوبة في التنفس وسألت نفسي ما إذا كان يجب أم لا الذهاب إلى المستشفى، شرح لي طبيبي كيفية معرفة ما إذا كان ينقصني الأكسيجين قائلاً: انظر ما إذا كان لون أظافرك تحوّل إلى الأزرق».

مشاركة :