مقالة خاصة: مبادرة لنشر الزراعة المنزلية في الضفة الغربية لتقليل الأعباء الاقتصادية لأزمة كورونا

  • 4/8/2020
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله 7 أبريل 2020 (شينخوا) انطلقت في الضفة الغربية منذ أيام، مبادرة تعد الأولى من نوعها لنشر وتعزيز الزراعة المنزلية في مسعى لتقليل الأعباء الاقتصادية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ويعمل طارق سويطات في الثلاثينات من عمره، على زراعة عشرات الشتلات من الخضراوات في فناء منزله في مدينة جنين، بموجب مبادرة حكومية لدعم الزراعة المنزلية والحفاظ على الأمن الغذائي. ويقول سويطات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه وجد في الزراعة المنزلية وسيلة لتقليل الأعباء الاقتصادية التي قد يتكبدها في ظل أزمة فيروس كورونا وتأثيرها السلبي على مختلف القطاعات. ويعمل سويطات مديرا لإذاعة محلية، ويوضح أن عمله تأثر نتيجة تراجع الإعلانات التجارية مصدر الدخل الوحيد لمؤسسته. ويشير إلى أنه ليس معروفا بعد متى يمكن أن تنتهي أزمة فيروس كورونا وتداعياتها ما دفعه للبحث عن حلول، ووجد في الزراعة المنزلية لاسيما الخضراوات التي تستهلك يوميا طريقة مجدية في تحقيق ذلك. كما أن الزراعة المنزلية تشكل وسيلة لاستغلال وقت الفراغ الناتج عن فرض الحجر المنزلي ضمن التدابير الاحترازية لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا، بحسب سويطات. وأعلنت وزارة الزراعة في السلطة الفلسطينية قبل أيام انطلاق مبادرة زراعة "مليون شتلة خضار" في الحدائق المنزلية بالشراكة مع مؤسسات أهلية تقوم بتوزيع الشتلات بشكل مجاني. وصرح وزير الزراعة رياض العطاري بأن المبادرة تأتي "انسجاما مع توجهات الحكومة في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتوسيع قاعدة الانتاج المحلي" على أن يتم توزيع الشتلات من خلال البلديات والمجالس المحلية وفق آليات محددة. وتوقفت عدة قطاعات انتاجية فلسطينية بفعل حالة الطوارئ التي دخلت شهرها الثاني على إثر أزمة فيروس كورونا، وهو ما ينعكس سلبا على الكثير من الموظفين والعمال. وتقول السيدة أنسام عرار من مدينة رام الله وتعمل موظفة حكومية لـ ((شينخوا))، إنها تقدمت بطلب لوزارة الزراعة للحصول على الشتلات من أجل زراعتها في حديقة منزلها. وتعرب أنسام عن تأييدها لهذه المبادرة "التي سيكون لها أثرا جيدا على المواطنين لتخفيف الأعباء الاقتصادية فضلا عن كونها وسيلة لاستغلال إيجابي للوقت خلال فترة الحجر المنزلي وتعلم مهارات جديدة". وتضيف أن المبادرة تعزز الاهتمام بالحدائق المنزلية، ويمكن أن تساعد في توفير ثمار مضمونة المصدر دون الخوف من خطر انتقال العدوى عبر لمس الثمار التي يتم شراؤها من المتاجر. ويشترط للاستفادة من المبادرة الحكومية، امتلاك مساحة من الأرض صالحة للزراعة تزيد على مائة متر مربع ضمن فناء المنزل بحسب وكيل وزارة الزراعة الفلسطينية عبد الله لحلوح. ويقول لحلوح لـ ((شينخوا))، إن المبادرة توفر 100 شتلة لكل مواطن يتقدم بطلب للحصول عليها، وهي شتلات خضراوات ذات استخدام شبه يومي مثل البندورة والخيار والثوم والبصل والقرنبيط. ويشير إلى أنه في ظل تفشي الفيروس واضطرار كثير من المواطنين للبقاء في المنازل دون عمل فإن المبادرة ستشكل لهم عونا اقتصاديا. ويضيف أنه من المتوقع أن توفر المبادرة 4 آلاف طن من الثمار والخضراوات للاستخدام المنزلي خلال شهرين، على أن يتبعها إطلاق مبادرات مماثلة لتعزيز الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية. كما يجري العمل وفق لحلوح، على مبادرات لتوزيع طرود غذائية تشمل منتجات زراعية وثروة حيوانية عبر شرائها من المنتجين بسعر منخفض وتوزيعها على العائلات الفقيرة، وهو ما سيقلل نسبة الخسارة على المزارع ويعزز التضامن في مواجهة أزمة فيروس كورونا.

مشاركة :